عزيز الدادسي
كان لابد أن يعود على أنوزلا، مدير مزبلتهالإلكترونية، ليحك الجرح الذي ما يكاد يندمل حتى يعود إلى حكه من جديد وكأنه شيئ تعود عليه، في كل مرة يحاول البحث عن قضية تصلح لكي يسب المغرب ويتطاول على مؤسسات الدولة، في محاولة للفت الإنتباه، والواقع أن أنوزلا الذي أغلق أكثر من جريدة وشرد عشرات الأسر، يريد أن يصبح بطلا قوميا، وأن يدخل إلى السجن لسببين أساسيين الأول هو أن يجد ضالته هناك لممارسة حريته الشخصية، والثاني أن يحقق زعامة يعرف مسبقا أنه غير واصل إليها، لأن التاريخ لا يعترف إلا بالرجال، أما أشباههم فيرمى بهم في مزبلة التاريخ.
الجديد في ملفات أنوزلا المقززة، أنه اجتهد وجاهد لحمل شقيقة علي أعراس البلجيكي الجنسية والمعتقل على خلفية قضية بلعيرج، للحديث عن اتهام كثير من الجهات لا يستطيع أنوزلا الإقتراب منها، فيبحث عمن يقوم بالمهمة بدلا عنه، تماما كما يفعل الدنيء الذي يترك أصدقاءه في منتصف الطريق بعد أن يقضي وطره منهم أو العكس، ولمن لا يعرف علي أعراس فهو جرى اعتقاله في مدينة مليلية المحتلة بناء على مذكرة توقيف دولية وحوكم بعد إدانته بتهم "تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام".
أنوزلا المريض نفسيا والذي يحمل عاهات مستديمة، وكثير من العقد، ويقاوم كل من يسعى إلى أمن واستقرار هذا البلد، يحاول بشتى الوسائل توريط جهات في الدولة، فتارة يتحدث عن حقوق الإنسان وتارة عن التعذيب في معتقل تمارة، وفي أحيان أخرى يحلق عاليا نحو جبهة البوليساريو حيث يملك كثيرا من الأصدقاء يوظفونه لخدمة أغراضهم الإنفصالية.
سبيله إلى ذلك هو إيجاد فضاء يمكنه من تحقيق ميولاته ونزوعاته الشاذة، دون حسيب أو رقيب، وهو المثقل بكثير من الملفات بينها ملف أطفال سفاح خرجوا إلى الوجود كوصمة عار في جبينه بعدما فشلت كل محاولاته في إجهاض عشيقاته اللواتي اكتشفن متأخرات أنهن أمام نصف رجل والنصف الآخر تتنازعه ميولات أخرى.
لعب ورقة علي أعراس الذي اعتقل سنة 2008 بمليلية المحتلة بناء على أمر قضائي دولي بالاعتقال، يؤكد أن لأنوزلا خلفيات لا علاقة لها بحقوق الإنسان ولا بمعتقل تمارة ولا هم يحزنون، فهو المثقل بملفات العمالة للمخابرات الأجنبية يعرف أكثر من غيره أن الدولة تسعى دائما إلى احترام حقوق الإنسان، وأن في كل الدول بما فيها المتقدمة تكون فيها بعض التجاوزات، لكن وتماما كما يحدث عند الذين يريدون البطولة الورقية فهو يستهزئ بكل شيء ويجاهد لتمرير خطابات أسياده بالرابوني والجزائر تماما كما يفعل الخفاش الذي لا يظهر إلا ليلا بحثا عن ضحاياه.
أما ما لم يذكره علي أنوزلا، هو أن علي أعراس كان مبحوثا عنه منذ سنة 2003 بعد تورطه في إدخال السلاح إلى المغرب من أوروبا بعد الانخراط في تنظيم دولي لممارسة الإرهاب في المغرب في إطار مشروع ما يسمى بالحرب المقدسة في المغرب، ويوجد على رأسه محمد النكاوي المحكوم ب20 سنة سجنا، وهذا الزعيم الإرهابي هو الذي اعترف بأن أعراس أدخل سلاحا من مليلية المحتلة وسلمه لأحد الإرهابيين المعتقل حاليا والذي جاءت اعترافاته في سياق إدانة أعراس.
ولأن أنوزلا يعرف أن مثل هذه المعطيات ستقوض مشروعه الحربائي فهو يتجاهل كل شيء ولا يفكر إلا في صنع بطولة نعرف مسبقا أنها زائفة وأنها إلى زوال.
إن علي أنوزلا يتمادى في الإساءة إلى الدولة التي يتنفس هواءها ويشرب ماءها، ويستغل مزبلته الموالية لمرتزقة البوليساريو، وبقايا أنصار القذافي الذين كانوا يمدون أنوزلا بالمال والزاد لضرب كل ما هو جميل في هذا المغرب، فقط إرضاء للذين تعودوا على تمويل سهراته الماجنة، والتي جعلته ينجب أطفالا في الحرام يعيشون ويلات الحرمان والذل والمهانة، فقط لأن أباهم هو علي أنوزلا الذي لا يتحمل حتى مسؤولية أطفاله فأحرى أن يتحمل مسؤولية الآخرين وتلك حكاية أخرى نترك تفاصيلها لفرص أخرى.
ولا يريد أنوزلا أن يشير من قريب ولا من بعيد أن اللجنة البرلمانية التي زارت ما يسميه معتقل تمارة السري أكدت أنه مجرد مقر إداري لمؤسسة أمنية وهي لجنة تضم برلمانيين من مختلف الاتجاهات وكان من قبيل المستحيل أن يتم تغيير شهادتها.
ولا نفهم لماذا لا يريد أنوزلا أن يظهر أي وجه مشرق للمغرب في المجال السياسي والحقوقي الذي شهد به العالم، فالعديد من الدول المعتبرة في ميدان حقوق الإنسان والكثير من المنظمات الدولية المعروفة بموضوعيتها في إنجاز تقارير في المجال اعترفت بتقدم المغرب خطوات رائدة في مجال التشريع للحق في الحياة والحرية في التعبير وكذلك في مجال احترام هذه الحقوق حيث لا يوجد منافس للمغرب في العالم العربي.
إن الشهادات المتكررة في حق التقدم الديمقراطي بالمغرب هي التي تزعج الكثير ممن لا يستطيعون العيش في شروط سليمة وبالتالي دائما يوجهون سهام نقدهم للمغرب حسدا من عند أنفسهم.