أضيف في 22 أبريل 2012 الساعة 56 : 19
بينما كان أمير المؤمنين هارون الرشيد في مجلسه وعن يمينه ويساره الوزراء والعظماء من أهل مملكته وأصحاب الرأي عنده.
دخل عليه حاجبه معلنا قدوم أبي نواس فقال الخليفة : دعه ينتظر قليلا
ثم نظر الى جلسائه وقال : هذه فرصة سانحة لنضحك فيها على أبي نواس ويجب أن أستحضر لكل منكم بيضة يخبؤها في طيات ثيابه
حتى إذا دخل أبو نواس , يتكلم كل واحد منكم بكلام فيتكلم أحدكم كلمة أغضب عليكم عند سماعها وأقول : يا لكم من ضعاف مثل الفراخ
تالله إذالم تفعلوا مثل الدجاج ويبيض كل منكم بيضة لاقطعن رقابكم
فقالوا : سمعا وطاعة يا أمير المؤمنين
وعندئذ طلب الخليفة الحاجب وقال له : اذهب فاستحضر ست بيضات ولا تدع أحدا يراك خصوصا أبو نواس فخرج الحاجب
وعاد منفذا أمر الخليفة وأعطى لكل من الجالسين بيضة خبأها بين طيات ثيابه وجلسوا ينتظرون
ودخل أبو نواس فسلم على أمير المؤمنين سلام الخلافة وأظهر الرشيد انتباهه الى حديث جلسائه ونطق أحدهم بكلمة
فغضب منها الرشيد غضبا شديدا فصاح بهم : ويحكم أيها الجبناء أنكم مثل الدجاج ولاأجد فرقا بينكم وبينهم والله ان لم يبض كل منكم بيضة لاقطعن رقابكم
فأظهروا الاضطراب والخوف , وأخذوا يفعلون كما تفعل الفراخ . وبعد قليل مد الأول منهم يده إلى مؤخرته فأخرج بيضة وقال: هاهي بيضتي ياأمير المؤمنين
وأعقبه الثاني والثالث الى السادس وكان الخليفة يقول لكل من يقدم بيضه : قد نجوت
ولما جاء دور أبو نواس وقف على قدميه ومشى حتى توسط الجميع وصار أمام الخليفة وجها لوجه ثم صار يصيح كما يفعل الديك بين زوجاته الدجاجات ثم ضرب إبطيه على بعضهما وصاح بأعلى صوته كما يفعل الديك تماما
فقال الخليفة: ما هذا يا أبو نواس
فقال أبو نواس : عجبا يا أمير المؤمنين , هل رأيت دجاجات تبيض من غير ديك
هؤلاء فراخك وانا ديكهم.
بقلم : عادل الساحلي
|