مرحبا بكم في موقع أركانة بريس موقع اخباري إلكتروني مغربي .         ناقل الجهل جاهل: الريسوني ماكيفهمش النكليزية وجر معاه الجامعي فالفخ             علم الاقتصاد وعلاقته بالعلوم الاخرى             منهج نحو منظور حداثي لفلسفتنا التربوية للميثاق الوطني للتربية والتكوين             كيف بدأت الحياة على الأرض ومتى بدأت             اختصاصات رئيس الحكومة في القانون المغربي رئيس الحكومة             تعريف نظام الحكم في المملكة المغربية الشريفة             الشباب المغربي.. أرقام صادمة ومستقبل مقلق             صحفية “إسبانيول” تفضح القناة الإسبانية الرابعة وتطعن في مصداقيتها             العلاقة بين التلميذ والأستاذ والإدارة             الرسالة الأكملية في فَضْخِ الكتاني ونصرة الأمازيغية             التاريخ كما ترويه الامكنة :حقائق عن قضية الصحراء المغربية            ريدوان يطلق أغنية عالمية             خطاب الملك محمد السادس التاريخي في افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان المغربي 2017            التيجيني يناقش مغربية الصحراء مع الدكتور العدناني - الجزء الأول            القناعة كنز لا يفنى            الدارجة؟؟            تعايش الأديان.            زوجات زوجات.           

  الرئيسية اتصل بنا
صوت وصورة

التاريخ كما ترويه الامكنة :حقائق عن قضية الصحراء المغربية


ريدوان يطلق أغنية عالمية


خطاب الملك محمد السادس التاريخي في افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان المغربي 2017


التيجيني يناقش مغربية الصحراء مع الدكتور العدناني - الجزء الأول


الشاب الذي أبهر المغاربة برسمه للملك محمد السادس بطريقة لا تصدق


الخطاب الملكي بمناسبةعيد العرش المجيد


جنازة مهيبة للأسطورة الظلمي


Le Maroc vu du ciel


المغرب الإفريقي


حقيقة ناصر الزفزافي و عمالته للمخابرات العدائية للمغرب

 
اخبار عامة

المقاطعة وديكتاتورية الأغلبية.. ماذا يقول علم النفس الاجتماعي؟


حكاية "حبنا" لهذا الوطن


هواري بومدين لم يقم بالثورة وكان مختبئا في المغرب وكان يكره المجاهدين + فيديو


مضاجعة العُهر لا تحتاج إلى وضوء بل إلى عازل طبي


بركات الجزائرية.. مغربية أيضا


الصحراء مغربية حتى لو بقيت الحدود مغلقة إلى يوم القيامة


"الربيع العربي" يزحف بمعاول التقسيم والتطرف والتمذهب


الجزائر لا وجود لها في تاريخ شمال إفريقيا


أضواء على الحقيقة.. في خطاب الديكتاتور بوتفليقة


"أنتم رجال أشرار"

 
أركان خاصة

حكام الجزائر للشعوب المغاربية : تعالوا للتفرقة وبعدها نفكر في الوحدة


سمير بنيس: الإعلام الدولي تواطأ مع البوليساريو في قضية "محجوبة"


دفع الصائل الارهابي: نحو تدويل النموذج المغربي-2-


دفع الصائل الارهابي: نحو تدويل النموذج المغربي-1-


معارك إمارة المؤمنين ابتدأت


البوليساريو، القاعدة، الجزائر.. ثلاثي يهدد الاستقرار بالمنطقة


بنيس يُشَرح نزاع الصحراء أمام أكاديميي جامعة برينستون الأمريكية


سمير بنيس: جبهة البوليساريو لم يكن لها أي وجود قبل إنشائها من قبل الجزائر وقذافي ليبيا في عام 1973


الملك والصحراء التي قد تضيع!


شيزوفرينيا الجزائر ضد المغرب

 
كتب و قراءات

كتاب"سؤال العنف بين الائتمانية والحوارية" يفكك التطرف بمطرقة النقد الأخلاقي


قراءة في كتاب "الإسلام السياسي في الميزان: حالة المغرب"


السوسيولوجي والباحث محمد الشرقاوي: مفهوم “الشعب الصحراوي” أسطورة اسبانية


رغم رحيله.. الدكتور رشدي فكار يبقى من عمالقة الفكر المعاصر


الفيلسوف طه عبد الرحمن.. نقد للحداثة وتأسيس للأخلاقية الإسلامية


الطاهر بنجلون : الجزائر لها "عُقدة" مع المغرب و هَمُها هو محاربته .


انغلاق النص التشريعي خدعة سياسية وكذب على التاريخ


متى يتحرك المنتظم الدولي لوقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان بتندوف ؟؟


الهوية العاطفية: حول مفهوم الحب كتجربة تعالٍ


طه عبد الرحمن .. من زلزال "روح الدين" إلى تسونامي "بؤس الدَّهرانيَّة"

 
ثقافات ...

الجزء 2..تفاصيل إحدى أكبر عمليات المخابرات في التاريخ التي قادها الرسول (ص)


الجزء الأول..لكل هذا كان الرسول (ص) رجل استخبارات بامتياز!


نحن والجزائر


في ذكرى رحيله..... أجمل 50 مقولة لـ"جلال الدين الرومي"


حتى لا يباع التاريخ المغربي بحفنة من حروف صخرية


حتى لا يتحول الفقه الأمازيغي الاركامي الى فقه حنبلي..


الجزائر وعقدة المغرب


بوحمارة في ورش الظهير البربري


معطيات واضحة تحكم على جبهة البوليساريو بالاندحار والزوال


الخبير الياباني ماتسوموتو :«الجمهورية الصحراوية» مجرد تنظيم اختارتوصيف نفسه بلقب «الجمهورية»

 
ترفيه

كيف وصلتنا "كذبة ابريل" او "سمكة ابريل"


الحاجة أم الإبداع


interdit aux moins de 18 ans


أنواع الأسلحة المنزلية:


أبغض الحلال...

 
ذاكرة

أقوال للحسن الثاني شغلت المغاربة طيلة 38 عاما


“رجع بخفي حنين”


المعلمة.

 
 


ما أحوج الأمة المسلمة إلى الاجتهاد في شؤون دينها ودنياها ؟!


أضف المقال إلى :
yahoo Facebook yahoo Twitter Myspace delicious Live Google

أضيف في 19 أبريل 2012 الساعة 19 : 08


الشيخ الصادق العثماني*
إن التجديد ظاهرة صحية وضرورة اجتماعية تمليها ظروف الحياة المتجددة وتطوراتها المتلاحقة، ولم يكن المجتمع الإسلامى فى فترة من فترات تاريخه الطويل أحوج إلى التجديد منه اليوم، حين تواجه البشرية عموما مرحلة تحول حضارى عالمى مذهل ومحير طال المعايير والموازين والمبادىء والأخلاق، ولم ترس سفينته بعد، فما تزال تمخر فى عباب بحره المتلاطم، ولا تدرى هل تتعثر أو تصل إلى بر الأمان؟ ولا ندرى متى يكون ذلك؟.

والمجتمع الإسلامى ليس إلا جزءا من هذا المجتمع المتحول السائر هذه المسيرة الحتمية التى لم تتحدد وجهتها بعد، لذلك يحتاج إلى فكر جديد تصيغه عقول متنورة وأفهام متبصرة، عاشت هذا الواقع وسبرت أغواره وأنجاده، وحللت ظواهره وأبعاده، عقول متنورة بنور المعرفة، متقيدة بضوابط الشريعة، متحررة من الجمود والتقاليد والعادات، ملتزمة بالثوابت دون المتغيرات.

إذ لا يمكن أن نواجه هذا العصر وما فيه من تحديات وتحولات وإشكالات بأفكار صيغت فى ظروف مغايرة تماما للظروف التى نعيشها اليوم...ولهذا انطلق الإجتهاد في الإسلام منذ الفترة النبوية الشريفة من خلال ما بينه للمسلمين من أحكام شرعية عملية واعتقادية، شرحا وتطبيقا بين الناس ومتابعة لأفعال الصحابة ، مع تهذيب وتصحيح مايفعلون وماينطقون به من أقوال؛بحيث كان صلى الله عليه مرجعهم في كل شيء، في شؤون دينهم ودنياهم، وفي الملبس والمشرب والمأكل.. حتى أدى الرسالة وبلغ الأمانة كاملة تامة.وبعد وفاته عليه الصلاة والسلام كان الصحابة يلجؤون إلى أهل الفتيا منهم، الذين يسمون القُرّاء، فكانوا يعودون إلى كتاب الله وما عرفوه من سنّة نبيه. فإن كانت الواقعة والمسألة جديدة ولم يجدوا لها حكماً لجأوا إلى الاجتهاد، فإن اتفقت كلمتهم في النتيجة كان ذلك إجماعا،ً وإلا كان قولاً للصحابي ومذهباً له.. ولقد اختلف علماؤنا في وقوع الاجتهاد منه صلى الله عليه وسلم، وفي جواز تعبده به، ولكنهم اتفقوا على أنه أجازه صلى الله عليه وسلم لأمته، ومهد لأصحابه سبيل القياس على الأصول المنصوص عليها في الشرع، وعلمهم التشاور في البحث عن الأحكام، ورتب لهم الأدلة: الكتاب أولا، ثم السنة، ثم الاجتهاد دون تقصير كما أقر على ذلك معاذ بن جبل رضي الله عنه لما أرسله قاضيا إلى اليمن(1). فورث الصحابة من المعصوم صلى الله عليه وسلم ذلك المجموع من الإيمان والعلم بالقرآن تفسيره وأحكامه ومقاصده، فكان منهم القضاة والمُفتون والأمراء فضلا عن كمالهم في التربية، حيث أخذوا من مقاصد الشريعة وجوامع الكلم بحظ وافر.

فهذا الفاروق رضي الله عنه يشير على أبي بكر رضي الله عنه بجمع القرآن حفظا للدين، ويمنع حذيفة من الزواج بالكتابية سدا لباب الفتنة على المسلمات، ويحجم عن تنفيذ حد السارق عام المجاعة حفظا للمهج والأنفس ... وإلى غير ذلك من الاجتهادات المقاصدية التي جعلت المسلمين ينضبطون، ويستقيمون لأمرها دون حرج ولا مشقة، وبذلك تحقق العدل واقتنص الناس مصالحهم على طريق السواء في ظلال الوحي ومقاصده.

هكذا عرف الصحابة مقاصد الشريعة فحصلوها، وأسسوا قواعدها وأصلوها، وجالت أفكارهم في آياتها، وأعملوا الجد في تحقيق مبادئها وغاياتها، وعنوا بعد ذلك باطراح الآمال، وشفعوا العلم بإصلاح الأعمال، وسابقوا إلى الخيرات فسبقوا، وسارعوا إلى الصالحات فما لحقوا، إلى أن طلع في آفاق بصائرهم شمس الفرقان، وأشرق في قلوبهم نور الإيقان، فظهرت ينابيع الحكم منها على اللسان، فهم أهل الإسلام والإيمان والإحسان، وكيف لا وقد كانوا أول من قرع ذلك الباب، فصاروا خاصة الخاصة ولباب اللباب، ونجوما يهتدي بأنوارهم أولوا الألباب، رضي الله عنهم وعن الذين خلفوهم للمقتدين وأسوة للمهتدين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين(2). وقد عرف في ذلك العصر مذهب ابن مسعود، ومذهب ابن عمر، ومذهب عائشة، وهي عبارة عن فتاواهم فيما جد من حوادث.وقد أضاف فقهاء التابعين من بعد الصحابة اجتهاداتهم الخاصة أيضاً، وظهر فيهم فقهاء أعلام من منتصف القرن الأول إلى مطلع القرن الثاني للهجرة، لعل أشهرهم سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وفي أواخر هذا العصركان ظهور مدرستين رئيسيتين للفقه هما مدرسة الحديث في الحجاز ومدرسة الرأي في العراق.ولم يكد يمر القرن الهجري الثاني حتى قد شهد بروز عدد ضخم من العلماء المتخصصين في الفقه، لهم مناهج واضحة، وتلاميذ مجدون وقد جمعت آراء معظمهم ودونت ونقحت.

وكان من أبرزهم الأئمة الأربعة: الإمام أبو حنيفة النعمان ( 80 هـ ـ150هـ) وكان إمام مدرسة الرأي في العراق. والإمام مالك بن أنس( 93-179هـ( والإمام محمد بن إدريس الشافعي، الذي عاش رحمه الله ما بين150ـ204هـ .والإمام أحمد بن حنبل الشيباني، الذي عاش رحمه الله ما بين 164ـ241هـ ولقد قيض الله لهذه الأمة الإمام الشافعي المطلبي؛ بحيث تنبه لخطورة الجمود والتقليد وعدم فهم مقاصد النصوص القرآنية وغايات وأهداف السنة النبوية الشريفة ، فألف الرسالة فجمع ما كان قد تفرق، ونسق ما كان قد تشتت واختلط، فلذلك اعتبره الأئمة–من بعده- مجدد القرن الثاني.

وشكلت رسالة الشافعي المدونة التأسيسية للاجتهاد الاستنباطي، فصححت قواعد الفهم، وسارت على طريقة البيان الجامع بين مقتضيات الألفاظ العربية والمعاني القياسية. وجاء من بعد الشافعي أفذاذ من العلماء ساروا على النهج نفسه، وربطوا بين الألفاظ والمصالح، وجمعوا بين الاستنباط والتنزيل –وإن كان للاستنباط غلبة على التنزيل- وسلكوا طريق التوفيق، فكان على رأس هؤلاء العلماء الأجلاء أبو المعالي الجويني (ت478هـ) وأبو حامد الغزالي (ت505هـ)، وغيرهما ممن تبعوا أعمال الشافعي بالشرح والتوضيح والتقعيد والتفريع ... فألفوا النفائس من الكتب كالبرهان والمستصقى والغياثي والإحياء ... لكن بالرغم من هذه الجهود العلمية المضنية من أجل إعادة إحياء علوم الدين ومقاصده، لم تكن لتستمر بفعل آثار الانكسار التاريخي الذي أصاب في وقت مبكر مؤسسة الخلافة الحامية للعلم –المجموع، فسرعان ما سادت روح التجزيء والتقليد، وأقفل باب الاجتهاد عندما قصرت مؤهلات طلاب العلم عن الرتبة، وخيف على مراسيم الشريعة من الاختلاط، فأفتى الفقهاء من سائر المذاهب بأنه لا يقبل أي اجتهاد بعد القرن الرابع، فكان ذلك منهم علاجا وقائيا من تسرب أهل الأهواء والمتطفلين إلى ميدان الاستنباط ولا سيما ديدان القراء الموالين لسلطان الجور.هكذا تجمدت الحركة الاجتهادية وآلت إلى الضمور، وضاقت الدائرة الفقهية عن استيعاب مشاكل الناس ومستجدات وقائعهم، وأصبحت غاية الفقيه المقلد شرح متن أو تلخيصه أو التخريج على أصول المذهب في أحسن الأحوال ... وتجلت التأثيرات السلبية وانحصرت في دائرة العبادات وحدها وكثرالتأليف في هذا الباب ، وغاب فقه التنزيل المقاصدي بالإضافة إلى الغياب الكلي في مصنفات الفقه السياسي الشرعي ، وعليه وقع انفراط عقد الخلافة وانخرام جماعة المسلمين وبروز الاستبداد السياسي هي أسباب رئيسية لانزواء أهل العلم إلى النظر في القضايا الفردية والجزئية وتغييب التفكير في مناقشة فقه السياسة الشرعية المهتم بقضايا الأمة المصيرية والجماعية. فالملحوظ في هذا الصدد ندرة المصنفات، وانعدام التقييد والتقعيد في هذا العلم إلا بعض ما سمحت الرقابة السلطانية بخروجه إلى دائرة النور، واكتفى العلماء بالموقف الجفاعي عن حرمة الشريعة، وبالمحاولات التحصينية للتشريع من اختراق أهل السياسة المفسدين. لذلك اعتبر بعض الباحثين أن ما قام به الشافعي من تقعيد لأصول الاستنباط هو عملية وقائية ضد فهم رجل السياسة للشريعة حسب هواه ومن ثم استغلاله لها لأجل مصالحه(3). فلما رأى الفقهاء أن الحكام قد انحرفوا عن نمط الخلافة الإسلامية الراشدة وعن نموذج الحكم الديني الذي تقتضيه الشريعة، جردوهم من كل نصيب من أصول الحكم الإسلامية، وأصبح الفقه قطاعا خاصا، بالرغم من أن نصوص القرآن الكريم تجعل لولاة الأمر حق الطاعة من بعد طاعة الله والرسول، ولقد سكت الفقهاء عن هذا الحق، فلا تكاد تجد له أثرا في كتب أصول الفقه وأصول الأحكام، حتى لو قرأت كتابا حديثا عن أصول فإنك لا تكاد تقع فيه على ذكر الحكومة البتة. ولو لم تكن بذلك مؤهلة لأن تطلب من المسلمين حق الطاعة، ولذلك أغفلها الفقهاء، وجردوها من حق وضع الأوامر واجبة الطاعة من المسلمين(4). هكذا كان عصر التقليد ببعض تجلياته ونتائجه، إلا أنه تجدر الإشارة إلى أنه رغم كل هذه السلبيات، فإن بعض العلماء الأجلاء أبانوا عن صمودهم في مواجهة هذا الانحطاط، وحاولوا الجمع في أعمالهم العلمية بين السداد في الفهم والحكمة في التنزيل، كما نادوا وحاولوا الجمع في أعمالهم العلمية بين السداد في الفهم والحكمة في التنزيل، كما نادوا بمراعاة مقاصد الشريعة وضرورة هيمنتها على سلوك المجتمع، ومن أولئك الرجال الأفذاذ: الجويني والغزالي، والعز بن عبد السلام ... إلى أن تصل إلى الشاطبي الإمام الذي يعد مفخرة من مفاخر القرون الأخيرة.. فالإمام الشاطبي رحمه الله كان واسع الأفق، بعيد المرمى، نجده يندد بالحرفية الضيقة، ويصغر شأن الذين يدخلون أنفسهم فيالاجتهاد غلطا ومغالطة دون أن يشهد لهم أهل الرتبة بالاستحقاق..وتعتبر محاولة الشاطبي المحاولة المضيئة في القرون الأخيرة والتي تشبه صنيع الشافعي تماما رحمهما الله جميعا.

وقد لقيت محاولة الشافعي عناية من قبل تلامذته النجباء، نظرا لأن الأمة كانت في عنفوان حياتها، فأنجبت رجالا انكبوا على مشروعه من بعده شرحا وتفصيلا وتوضيحا وتنقيحا حتى لقي القبول من قبل المسلمين وعلى قواعده سار أهل الأصول في فهم الكتاب والسنة والاستنباط منهما.

في المقابل بقيت محاولة الشاطبي يتيمة، وأسندت إلى زاوية النسيان، لأن الأمة كانت تعيش آنذاك آخر أيامها على مستوى شوكتها (7)، وعلى مستوى هيمنة تعاليم الشريعة وقيوميتها.فكان نداء الشاطبي دون استجابة. بل ووجه بسهام الاتهام بالخروج عن المذهب والإحداث في الدين، وقد أورد الشاطبي شيئا من هذه المعاناة في كتابيه القيمين الموافقات والاعتصام وعبر عن هذا الوضع في إشارته بقلة الوراد، وبغصته التي جسدتها تمنياته للموت حتى يتخلص مما كان يعيشه من معاناة الغربة في أمة كانت بوادر الانهيار تدب فيها (8). ولم تكن صيحة الشاطبي هذه الوحيدة في زمانه، وإنما كانت العالية والفريدة، فقد اتفقت كلمة مجموعة من العلماء على التنديد بهذه الوضعية، منهم ابن خلدون (ت808هـ)، وابن قيم الجوزية (ت751هـ) ... حتى أن بعضهم ذهب إلى الحديث عن إدبار الزمان، وغلبة الشر الذي ينذر بقيام الساعة، ومن هؤلاء العلامة السيوطي (ت911هـ) في كتابه (تاريخ الخلفاء)..هذه باختصار الحال التي آل إليها الميدان العلمي في قرون التقليد، ومن ثم أصبحت مستجدات الحياة ومشكلاتها لا تجد حلولا على يد فقهاء الشريعة الإسلامية مما صار يوحي بضيق الشريعة عن أن تستطيع تلبية الحاجات المستجدة بالأحكام المناسبة.

وقد كان ذلك سببا في أن يلجأ الحكام الإداريون إلى إصدار أوامر إلزامية في بعض الشؤون بدافع الحاجة، مما يوهم أن هناك فراغا تشريعيا ينبغي أن يملأ خارج فقه الشريعة.
وتخوفا من هذا المآل السيئ قد انتقد ابن القيم علماء زمانه، ووصفهم بضيق الفكر نتيجة التقليد الأعمى لأقوال المذاهب دون النظر في التماس الحلول المناسبة للمستجدات الزمانية في ظل مقاصد الشريعة التي وسعت كل شيء، مما أحوج حكام زمانهم إلى أن يظنوا أن الفقه الشرعي لا يفي بالحاجة، فصاروا يصدرون قوانين سياسية (9) من عند أنفسهم سواء أكانت مقبولة بالنظر الشرعي أم لا، ويحمل فقهاء زمانه مسؤولية ذلك، لأنهم بضيق أفكارهم، وقصور علمهم دفعوا الحكام إلى هذا السلوك، وكان في فقه الشريعة متسع كاف لكل حاجة حقيقية وتدبير حكيم.

فهكذا تطور الأمر إلى أن وصلنا إلى العصر الحديث، فلجأت أغلب الدول الإسلامية إلى قوانين غربية، حيث أخذت مصر في القرن الماضي بالقانون المدني الفرنسي، والسودان أجرى عليها الإنجليز المستعمرون قوانينهم في التجارة والعقود، وفي تونس والجزائر والمغرب فرض الفرنسيون قوانينهم... (10).

والنتيجة التي وصلت إليها الأمة الإسلامية في عصرنا هذا التقليد الأعمى للغرب والجمود وانكماش أبواب الاجتهاد والإبداع؛ بحيث -مع الأسف- لم يبق للفقه الإسلامي مجال تطبيقي عملي في معظم البلاد الإسلامية إلا في نطاق الأحوال الشخصية، وفي مجالات ضيق منه، ومما زاد في الطين بلة كما يقال ظهورجيل التغريب من المثقفين الذين يظنون أنهم يحسننون صنعا في محاولاتهم التحديثية للفقه الإسلامي والشريعة الإسلامية وتجديد الدين ؛ لكن محاولاتهم هذه لم تقم على فكرمقاصدي تأصيلي تجديدي يراعي شروط الاجتهاد والتجديد والمقام والأحوال والزمان والمكان فضلوا وأضلوا ..!! وعليه ينبغي البحث والاجتهاد والتجديد في فقهنا وشريعتنا الإسلامية قصد صياغة مقاربة مقاصدية لإعادة روح التشريع الإسلامي إلى الواقع، ونسأل الله لي ولعلمائنا الهداية والصواب والسداد والتوفيق .

المصادروالمراجع

1)أخرج أبو داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبعث معاذا إلى اليمن قال كيف تقضي إذا عرض لك قضاء قال أقضي بكتاب الله قال فإن لم تجد في كتاب الله قال فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فإن لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي في كتاب الله قال أجتهد رأيي ولا آلو فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال الحمد لله الذي وفق رسول الله لما يرضي رسول الله سنن أبو داود في كتاب الأقضية باب اجتهاد الرأي في القضاء رقم 3119. 2)الموافقات لأبي إسحاق الشاطبي 1/21.
2) الموافقات لأبي إسحاق الشاطبي 1/21.
3)انظر الكتاب القيم:الفكر الأصولي وإشكالية السلطة العلمية في الإسلام لعبد المجيد الصغير ص 157 وما بعدها ط1 (1415هـ-1994م) دار المنتخب العربي للدراسات والنشر والتوزيع.
4) تجديد الفكر الإسلامي، حسن الترابي ص 22-23، ط1 (1993م)، دار القرافي للنشر والتوزيع، المغرب.
5)كان نداء الشاطبي 100سنة قبل سقوط غرناطة، وفي كتابيه إشارات إلى قرب الانهيار.
6)نفسه.
7) انظر إلى نص الانتقاد الصادر عن ابن القيم في كتابه أعلام الموقعين 4/283.
8)انظر الفقه الإسلامي ومدارسه لمؤلفه مصطفى أحمد الزرقا، ص 108 ط1، 1416 هـ 1995م، دار القلم دمشق.


*مديرعام وكالة الأنباء الإسلامية لأمريكا الشمالية والجنوبية
الكاتب العام للمجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل
WWW.islamlatina.com
eelotmani@yahoo.com



2604

0






 

 

 

 

 

 

 

 
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم

اضغط هنـا للكتابة بالعربية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على الخبر
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق
  * كود التحقق



لماذا أركانة ؟

عن الثورة و الشعب، 'رؤية غير عاطفية'

المقامة القدافية

قرأنا لكم عن كود

20 فبراير والانتهازيون الجدد

العدمية و أخواتها

جمال هاشم يكتب عن حركة 20 فبراير : من الإصلاح إلى العدمية

غلام زْوَايْزُو العدل والإحسان رشيد الموتشو في بوح حقيقي

محمد يتيم: الصفة الإسلامية للدولة لا تتعارض مع مدنيتها بل تقويها

واشنطن قلقة من "أسطول الحرية 2" وهنية يستنكر

يدعون النبوة ويحثون الناس على اتباعهم

ما أحوج الأمة المسلمة إلى الاجتهاد في شؤون دينها ودنياها ؟!

ليلة عيد الاضحى صدام حسين أضُحية العالم العربي قبل 6 سنوات

"ذكرى عودة محمد الخامس إلى الوطن استمرار للعروة الوثقى بين العرش والشعب"

المغرب يخلد الذكرى 61 للأعياد الثلاثة المجيدة .. انتصار إرادة العرش والشعب في سبيل الحرية

كثير من النصوص الفقهية ليست لنا ولا لواقعنا ولا تحل مشاكلنا

6 أشهر من الوهم الانفصالي تسقط في يوم واحد

قصر المرادية والملك محمد السادس .. الكراهية تنغص حياة بوتفليقة





 
القائمة الرئيسية
 

» الرئيسية

 
 

»  الجديد بالموقع

 
 

»  صحافة و صحافيون

 
 

»  الحياة الاجتماعيةوالسياسية بالمغرب

 
 

»  كتاب الرأي

 
 

»  أركان خاصة

 
 

»  كتب و قراءات

 
 

»  حول العالم

 
 

»  موجات و أحداث

 
 

»  صوت وصورة

 
 

»  الحياة الفنية و الأدبية والعلمية

 
 

»  دبلوماسية

 
 

»  كاريكاتير و صورة

 
 

»  أحزاب نقابات وجمعيات

 
 

»  جولة حول بعض الصحف الوطنية و العالمية

 
 

»  دين و دنيا

 
 

»  صحة، تربية و علم النفس

 
 

»  ترفيه

 
 

»  أعلام مغربية

 
 

»  ثقافات ...

 
 

»  اخبار عامة

 
 

»  ذاكرة

 
 

»  القسم الرياضي

 
 

»  الطبخ المغربي

 
 

»  الموارد النباتية بالمغرب

 
 

»  منوعات

 
 

»  مختارات

 
 

»  تكنولوجيا علوم واكتشافات

 
 

»  عدالة ومحاكم

 
 

»  تاريخ فلسفة وعلوم

 
 

»  

 
 
كتاب الرأي

علم الاقتصاد وعلاقته بالعلوم الاخرى


كيف بدأت الحياة على الأرض ومتى بدأت


اختصاصات رئيس الحكومة في القانون المغربي رئيس الحكومة


تعريف نظام الحكم في المملكة المغربية الشريفة


الشباب المغربي.. أرقام صادمة ومستقبل مقلق

 
صحافة و صحافيون

الكحص: هذا الفيديو القديم..!


أخشى أن يصبح الحقد مغربيا


المغرب والخليج بين ثورتين


هل سَيَسْـتَـرِدُّ الشعبُ الجزائري سُلْطَـتَهُ التي سَرَقَـتْهَا منه عصابة بومدين يوم 15 جويلية 1961


ماهية الثّورة التي تسْتحِقّ شرَف لقبِها؟


الشرعي يكتب: الهوية المتعددة..


كيف نشكّل حكوماتِنا وننتقي وزراءَنا ونطوّر دولتَنا؟


منظمة تكتب رواية مائة عام من العزلة... ترهات جديدة على هامش قضية "أبو حجرين"


باحث يكذّب (ابن بطّوطة) بخصوص زيارته لبلاد (الصّين)


الكلاب تعرف بعضها... مدير موقع "هسبريس" يتكلبن في الإمارات


ملحوظات_لغزيوي: متفرقات من منطقة متفرقة!

 
تاريخ فلسفة وعلوم

الإسلام السياسي المفهوم والدلالات

 
الجديد بالموقع

الأمير هشام العلوي: من لا يقبل قمم الجبال يعش دائما بين الحفر..


أي شيء مُهْـتَرِئٍ و"بَالِي" أكثر من عصابتين في الجزائر :عصابة المرادية وعصابة الرابوني


مِنَ الظُّلم لتاريخ الجزائر الحديث اعتبارُ الذين اغْتَصًبُوا السُّلطة فيها ( نِظَاماً ) فَهُمْ مُجَر


حقائق حول قضية الصحراء المغربية تصيب حكام الجزائر والبوليساريو بالجنون


السعودية وسياسة نقيق الضفادع المزعج


أندية المعارضة


ملف الصحراء وما يحمله من تهديد خطير للأمن القومي المغربي


(ع.ن) مرحاض متنقل في خدمة الجماعة


تأملات في ظلال الطواحين الحمراء


معالم في طريق البناء: من "نظرية الحاكمية" إلى "الخمار والبيكيني"


بين الأب عبد السلام ياسين والأم تريزا


جريمة امليل: المنهج الإخواني في إدارة التوحش وبسط النفوذ


الشمهروشيون والشمهروشيات.. بعضهم أولياء بعض


نصف دستة من الديمقراطيين في ضيافة الإسلاميين.. ومنيب بين أنياب الخميني!


كائنات انتهازية حاولت الركوب على قضية بوعشرين


مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر تضع تطبيع العلاقة مع المغرب مقابل تسليمهم الصحراء المغربية


جون بولتون الأمريكي هو"سوبرمان" الشبح الذي يتعلق به البوليساريو ليطرد لهم المغرب من الصحراء


الجزائر تشتري منتوجات من الخارج وتبيعها للأفارقة بالخسارة حتى يقال بأنها تغزو إفريقيا كالمغرب


هل يحلم حكام الجزائر والبوليساريو أن يقدم لهم المغرب صحراءه المغربية على طبق من ذهب ؟


لماذا أغلقت مفوضية الاتحاد الأوروبي الباب في وجه البوليساريو أثناء مفاوضاته مع المغرب؟


المعطي و”التشيار” الأكاديمي بالأرقام الغرائبية !!

 
الأكثر مشاهدة

التهاب السحايا أو المينانجيت.. الوقاية لتجنب الوفاة أوالإعاقة


فضيحة جنسية جديدة تهز جماعة العدل والإحسان


أقوال مأثورة.


غلام زْوَايْزُو العدل والإحسان رشيد الموتشو في بوح حقيقي


خبر عاجل: العدل والإحسان تصدر بيان مقاطعة الدستور ومقاطعة الزنا حتا هوا وحتا هيا


"العدل والإحسان "هاذي كذبة باينة


قيادة العدل والإحسان بين تجديد الوضوء وتجديد الخط السياسي


عبدة الفرج المقدس ودقَايقية العهود القديمة: كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون


هؤلاء أعداؤك يا وطني :وانتظر من أركانة المزيد إن شاء الله وليس المخزن كما سيدعون


طلاق نادية ياسين:حقيقة أم إشاعة أم رجم بالغيب


هوانم دار الخلافة في نفق أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَضُ


لن ترض عنك أمريكا حتى تتبع ملتها،وشوف تشوف


صحافة الرداءة تطلق كلابها على العدل والإحسان


كلام للوطن


فضائح أخلاقية تهز عرش الخلافة الحالمة على مشارف سلا أو السويسي


في فقه الروكي وسلوك الحلاّج - 1-


هشام و حواريوه،مقابل ولدات المغرب الاحرار


إذا اختلى عدلاوي بعدلاوية متزوجة بغيره فثالثهما المخابرات!!!

 
 

*جميع المقالات والمواضيع المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها وليس للموقع أي مسؤولية إعلامية أو أدبية أو قانونية

 شركة وصلة