|
|
|
|
|
أضيف في 27 يونيو 2011 الساعة 02 : 11
يؤكد يوسف الولجة، عضو مستقل داخل حركة 20 فبراير (تنسيقية الدار البيضاء) وكاتب عام بائعي اللحوم بالتقسيط بعمالة أنفا، بأن الحركة بدأت تأخذ منعطفا خطيرا واتجاها لا يهدف للإصلاح بقدر ما يهدف للعنف والدم. متهما تياري «النهج» والعدل والإحسان بتحريف مطالب الحركة، وقال بأن القلة التي ترفع شعار «إسقاط النظام»، خدمة لأجندات خاصة يبقون بعيدين عن الشعب المغربي، وصعقتهم المبادرة الملكية في خطاب 9 مارس. وكشف الولجة بأن هناك جهات خارجية تمول بعض الأطراف السياسية داخل حركة 20 فبراير..
* مؤخرا، وقعت مماحكة بينك وبين بعض العناصر المنتمية لجماعة العدل والإحسان داخل حركة 20 فبراير بالدار البيضاء.. هل يمكن أن تشرح لنا ما وقع بالذات؟ ** دعمنا لحركة 20 فبراير، والتحاقنا بصفوفها جاء من أجل التغيير ومحاسبة المفسدين، إلخ. لكن تبين لنا مؤخرا بأن الحركة بدأت تأخذ منعطفا خطيرا واتجاها لا يهدف للإصلاح بقدر ما يهدف للعنف والدم وغير ذلك. ونحن كمغاربة لا نقبل أبدا هذا الانحراف. كما أننا لسنا إمعات كي نقلد الثورة التونسية والمصرية والليبية. فكل دولة تعيش مشاكلها حسب الأوضاع التي تتميز بها. وإذا كنا كمغاربة نطمح إلى الإصلاح والتغيير، فنريد أن يتم ذلك في إطار سلمي، وفي إطار الحفاظ على ثوابت البلاد. ففي الجموع العامة، ومنذ بدايتها، كنا نقول لهم بأن من كانت له أجندة خارجية أو أجندة لتيارات معينة أو أجندة سياسية، فليتركها خارجا وليدخل كمواطن مغربي...
* هل معنى ذلك أن حركة 20 فبراير، وهي حركة منبعثة من نبض المجتمع، فقدت استقلاليتها؟ ** بطبيعة الحال، هذا ما أتكلم عنه. لقد قلنا لهم: «من كانت له أجندة أو «تيكيتا» لجماعة أو حزب معين، فليتخلى عنها، فهذه حركة احتجاجية شعبية، وهي من يقرر مصيرها وشعاراتها ومطالبها»، لكن لم يعجبهم هذا الكلام قائلين بأنهم يتكلمون باسم الشعب المغربي. فعلا، كانت الشعارات التي ترفع في البداية معقولة، من قبيل: تحرير الأسير، استقلالية القضاء، تحرير الإعلام، محاسبة ناهبي المال العام. لكن مؤخرا عندما تقوت الحركة وأصبحت تتمتع بالمصداقية لدى الشعب المغربي، ركب عليها تيار راديكالي وتيار أصولي معروفان.. ركبا عليها ليس فقط على مستوى الدار البيضاء، بل على مستوى تنسيقيات كل المدن المغربية، بدليل أنه حينما عقدنا ملتقى تشاوريا على المستوى الوطني، التقينا مع بعض التنسيقيات التي تعاني أيضا من نفس المشكل. هكذا، إذن، أصبح، صوت المستقل داخل الحركة ملغى. لماذا؟ لأنهم بدأوا ينهجون سياسة أخرى، فكلما تناولنا الكلام للحديث عن رفع شعار الإصلاح في إطار الحفاظ على ثوابت البلاد، ينعتوننا إما بمخزني أو بخائن أو بأننا تتكلم انطلاقا من أجندة حزب معين كي ننسف الحركة، ليرفعوا هم شعارات ضدنا مثل «المخزن يطلع برا» وشعارات تحقرك وتخونك. وهذا أسلوب للترهيب والتخويف، إذ يصبح المستقل داخل الحركة خائفا من تناول الكلمة حتى لا يقع له ما وقع لي ولبعض الأعضاء...
* خارج كونك مسؤولا مهنيا ككاتب عام بائعي اللحوم بالتقسيط بعمالة أنفا، وخارج أنك عضو مستقل داخل حركة 20 فبراير، فأنت معروف بكونك أحد الأعضاء النشيطين في حزب العدالة والتنمية، ومن هنا يفترض أنك تنتمي لنفس العائلة السياسية للعدل والإحسان، فما الذي أدى إلى هذه المماحكة بينكم؟ ** للجواب على سؤالك أحيلك إلى أجوبة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الأستاذ عبد الإله بنكيران.
* لكن كيف يمكننا تفسير مفارقة أن حركة 20 فبراير التي تدعي أنها ستحرك البرك الراكدة في المجتمع لتغيير المفاسد والمطالبة بالإصلاح، لم تقو على أن تطهر نفسها وتطرد من تقول أنتم بأنهم رفعوا شعارات متطرفة كـ «إسقاط النظام»؟ ** صراحة، لا ديمقراطية داخل الحركة.. فإذا تكلمت قائلا بأن الشعارات المتطرفة لا ينبغي أن تُرفع، فستسمع صوتا يتهمك بأنك مخزني.. فهؤلاء الناس يأتون إلى الجموع العامة بإنزالات لاتخاذ مثل هذه القرارت، سواء من طرف تيار اليسار الراديكالي أو التيار الإسلامي الأصولي، ثم يصوتون بالإجماع على مثل هذه الشعارات، دون الاهتمام برأي المستقلين، سواء كانوا كثرا أو قلة. فلا أظن الآن أن هذه الحركة ما زالت على عهدها ومسارها الحقيقي. وخير دليل على ذلك هو ما وقع في سباتة يوم 29 ماي، حيث أصبحت المصادمات مع الشعب وليس مع الأمن. في البداية قلنا إن هذه الحركة هي حركة للدفاع عن المواطن المغربي، ولكن حين يخرج المواطن المغربي لمواجهتك فآنئذ تسقط عنك صفة الحركة، لتصبح مثل حركة البوليزاريو.
* هل كنت حاضرا يوم 29 ماي؟ ** أجل كنت حاضرا. لكننا القرارات التي يتم اتخاذها في الجموع العامة يسبقها اشتغال في الخفاء، وخير دليل على ذلك أننا ضبطنا «كولسات» مختلفة، كما تمت الدعوة إلى جمع عام استثنائي يوم 22 ماي دون إخبارنا. هذا مرفوض كليا. في الجمع العام الأول حددنا 3 محطات (الحي المحمدي، سباتة ثم ساحة النصر، والاعتصام 5 ساعات). مرت الأمور بالحي المحمدي بسلم وأمان، لكن في اسباتة كان هناك قمع وضرب.. كان من المفروض على الحركة أن تحترم البرنامج المتفق عليه، والسؤال هو: لماذا بادر هؤلاء إلى عقد جمع عام استثنائي يوم الأربعاء أي بعد 22 ماي، دون علمنا ودون إخبارنا؟ عندما علمنا بذلك واجهناهم فقالوا لنا إن الخبر نشر في صفحات الفيسبوك في الساعة الخامسة بعد الزوال. فكيف يعقل أن يذاع الخبر في الخامسة ويجتمع الناس في الثامنة؟ في هذا الاجتماع السري تم التأكيد على العودة إلى اسباتة. وهنا يظهر لك بأن هؤلاء الناس مع العنف. إذ كيف يعقل أن تقمع وتضرب في اسباتة وتعود إليها؟ ولماذا علي العودة إلى اسباتة؟ هل شرحت للأحياء الشعبية ما هو دور الحركة؟ هل أخبرناهم بما تدافع عنه هذه الحركة؟ لا أبدا لم نقم بهذا، بل تركنا المجال لمجموعة واحدة... والآن أقول بأن المخزن منقسم إلى شقين، والحركة منقسمة لشقين.
* هل يمكنك أن تقدم شروحات أكثر حول هذا الانقسام؟ ** هناك من يريد التغيير في المخزن، وهناك من لا يريده.. ذلك أنه إذا تحقق التغيير والإصلاح في المغرب كما يريد الشعب المغربي، فسيتعرض ناهبو المال العام والمفسدون للمحاسبة، وكذلك الكوادر الكبيرة داخل الدولة. ومن جهة أخرى، فبعض الناس في الحركة لا يهمهم الإصلاح بقدر ما يهمهم العنف حتى يتضامن معهم المجتمع الدولي ويعتبرهم مضطهدين ومقموعين. أما الخاسر الأكبر فهو الشعب المغربي.
* أمام هذه الصورة المقلقة التي رسمتها للحركة، وأنت ضمنها، ما هو تقييمكم كأعضاء في التنسيقية، سواء في البيضاء أو خارجها، من أجل لجم هذه الانحرافات؟ ** على الهيآت الداعمة أن تبقى داعمة، وأن لا تكون متدخلة في صنع القرارات. ليس لدينا أي مشكل مع أي هيأة أو أي جماعة أو أي حزب.. من أراد أن يدعم هذه الحركة فمرحبا به، شرط ألا يفرض رأيه وتوجه تياره. عليه فقط أن يكون داعما تاركا الحركة للمستقلين، لأن توجه المستقلين هو توجه الشعب المغربي. فهم حينما يقولون بالإصلاح فهذا مطلب الشعب، لكن حين يقولون بإسقاط النظام، فيصبحون بعيدين عن توجه الشعب المغربي. فلو مثلا قمنا باستفتاء وسط المواطنين لمعرفة هل هم بالفعل مع «إسقاط النظام»، سيقولون لك بأنهم ضد هذا الشعار المتطرف، وأنهم مع الإصلاح وأنهم خائفون من أن يتعرض بلدهم لما تعرضت له الكثير من الدول مثل اليمن وليبيا.. فليس كل الثورات مرهونة بالنجاح، وما نعيشه في المغرب ليس ثورة. هذا ما يعتقده بعض الناس، والحال أننا أمام مطالب احتجاجية.
* هل تريد القول إن الحركة تعرضت للقرصنة، وأن الحيلة انطلت عليكم من طرف بعض الهيآت الداعمة؟ ** لما أخذت الحركة مكانها الصحيح، استجابت مؤسسة الدولة ممثلة في جلالة الملك لمطالب الإصلاح (خطاب 9 مارس). هنا وقع الخلط، إذ فوجئ بعض المنتمين للحركة، بكافة تياراتهم، بالمؤسسة الملكية وهي تتجاوب مع مطلبهم في الإصلاح، فانخرطوا في نوع من التصعيد في الشعارات والمطالب حتى يثيروا المخزن ويرغموه على استعمال العنف. لماذا؟ لأن ليس في صالحهم أن تستجيب الدولة للإصلاحات، ذلك أنهم يريدون الاستمرار في العيش على وتيرة العنف كي يحققوا رؤى خرافية حتى ولو كان تحقيقها (وهذا مستحيل) على حساب دماء الشعب المغربي. و«المصيبة الكحلة» هي ما رأيناه في أحد الفيديوهات ليوم 29 ماي لتلك السيدة التي كانت ترفع شعار «عاش الملك» (وهنا يظهر أن الشعب المغربي «ماعرفش علاش خارج»)، وحين بدأ الضرب كانت تلك السيدة ضحيته، علما أن القيادات التي كانت تنادي بالعنف لاذت بالفرار تاركة الناس في مواجهة الضرب، وهذه لعمري سياسة ممنهجة داخل الأحياء الشعبية. وسأقول لك لماذا: لقد ذهبوا للأحياء الشعبية كي يحققوا سياستهم الممنهجة، والمتمثلة في خروج الناس معهم، وحين يبدأ الضرب يتركون الناس أمام الهراوات.. لكن المغاربة «عايقين» وليسوا بلداء. * ولكن بعدما انطلت الحيلة، كما تقول، وقمتم باكتشافتها، ما هي الخطوات المرتقبة؟ ** أولا، مطالبة كل المغاربة بالانخراط في الحركة كي يعبروا عن صوتهم الحقيقي، وأن لا يتركوا التيارات وأصحاب الأجندات فرصة اللعب بمطالبهم المشروعة، فهؤلاء يتكلمون باسم الشعب المغربي، وهذا يدفع البعض إلى الالتحاق بهم، مما قد يدفعهم إلى استغلال هذا الوضع قائلين بأن هذا هو الشعب المغربي. لكن الصحيح هو أن الشعب المغربي مازال لم يخرج بعد (30 مليون نسمة) ولم يقل بعد كلمته. والآن نكتشف بأن هؤلاء الناس يريدون التصعيد قبل وصول شهر يوليوز حيث من المرتقب التصويت على الدستور، إذ معنى ذلك أن الحركة ستندثر، وسيغني كل واحد على ليلاه: من له هدف سيذهب إليه، ومن هو موجود في تيار ما سيبقى، أما الناس الذين يطالبون بالعنف، فسيجدون أنفسهم معزولين لوحدهم، وسيبقون في المواجهة.
* بخصوص الهيآت التي قلت بأنها داعمة، هل هي داعمة من الناحية المعنوية أم من الناحية المالية؟ ** الشعب المغربي يدعم نفسه، ففي النكبات التي عرفها المغرب وجدنا أن كل المغاربة متضامنين. وهذا ما نعيشه يوميا في أحيائنا، فإذا مات شخص ما في درب ما، كل الجيران يتضامنون مع عائلة الفقيد، فيكلفون بالطعام ونصب الخيام.. إلخ. هذا هو المجتمع المغربي. فأن تقول لنا هيأة ما بأنها ستعطينا المال، فهذا جميل ومرحبا بما قدمت، لأن هذا فيه دعما للشباب. أما أن يستغل التمويل لتحقيق أهداف أخرى، فلا... * هل ترتابون فعلا بأن بعض الهيأت داخل الحركة تشتغل بأجندات أجنبية وتتلقى دعما خارجيا؟ ** هناك أناس في الحركة يطالبون بتقسيم المغرب، فبتنا نسمع بجمهورية أمازيغية، وهناك من يقول من داخل الحركة إن من حق الجمهورية الصحرواية أن تؤسس دولتها. وبالتالي حين يسمع المتطرفون في الخارج والبوليزايو أو إسبانيا التي لا تريد للمغرب إلا كل ما هو سيء، فبالفعل سيدعمون ويمولون هذه التوجهات وهذه الأفكار، كي تروج داخل الحركة. من يريد الجمهورية سيجد من سيدعمه، ومن يريد الخلافة سيجد أيضا من يدعمه. وفي المحصلة، نقول هناك أموال لتيارات معينة، وهناك أموال لأشخاص معينين. كما أن هناك جمعيات ليس لها وجود في المغرب دون أن أسميها... ناهيك على أن الحركة الآن أصبحت معروفة بأنها حركة الشواذ والملحدين. فمن تسأله عن الحركة يقول لك إنها حركة الشواذ والملحدين. لماذا؟ أجيبك لأن «راية» الشواذ رفعت داخل الحركة في إحدى المسيرات...
* هل هناك مستقبل وردي لحركة 20 فبراير في ظل كل ما ذكرت، أم العكس هو الصحيح؟ ** إذا بقيت الحركة هكذا على الصعيد الوطني، فإنها سائرة لا محالة إلى درب مسدود.. نحن نريد أن تكون الحركة، حتى بعد التصويت على الدستور، آلة مراقبة لمشاريع الإصلاحات التي تم المناداة بها من طرف الدولة. ففي المغرب لا نجد أحدا يتكلم باسم الشعب المغربي غير مؤسسة البرلمان، أما الأحزاب السياسية فهي على أية حال «ناقصة» من ناحية التكوين.. لذلك قلنا إن هذه الحركة عليها أن تبقى على الأقل من باب مراقبة مشاريع الإصلاحات والتوعية.. فالانتخابات أصبحت من ضروريات المجتمع المغربي، فعليها إذن القيام بتوعية الناس بخصوص الانتخابات: على من سيصوتون؟ ولماذا سيصوتون؟ هل يصوتون على الأشخاص؟ هل يصوتون على البرنامج؟ هذا ما نريده لهذه الحركة، أن تكون عامل توعية. لكن تبين لنا بأن الحركة هي عكس هذا التوجه، وتبين لنا بأن الحركة جاءت من أجل الخلافة ومن أجل الجمهورية. وهذا لا أقوله أنا بل يقوله جميع الناس والإعلام.. وأنا لا أفتري على الحركة، وأنا ما زلت فيها وأسعى من أجل الإصلاح في إطار الحفاظ على ثوابت البلاد. ولا يمكن لنا كمغاربة وكأشخاص وكهيآت السماح لآي شخص بالعبث بثوابت البلاد، لأنها من الركائز الأساسية للمغرب.
|
|
3148 |
|
0 |
|
|
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم
اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|
|
|
|
|
|