كنا قد قررنا في هيئة التحرير أن ننأى بأنفسنا الرد على تفاهات علي أنوزلا، وصفاقته التي لا تعادلها إلا صفاقة مرتزقة البوليساريو الذين يعمل لديهم أنوزلا أجيرا بالقطعة، لكن هجومه الأخير ونعته لنا بالجريدة الصفراء العميلة، جعلنا نقرر الرد ولو من باب الأمانة الصحافية التي تفرض علينا احترام كثير من قرائنا الأعزاء الذين يثقون في هذه المؤسسة الإعلامية. والواقع، أن الصفات التي ساقها ونعيد قولها للمرة الألف، لا تستند إلى أي منطق، ومن هنا نحن نقول له ولكثير غيره، "هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"، فجريدة "النهار المغربية" لعِلم العميل أنوزلا، لم تغير خطها التحريري وحافظت على نفس أسلحتها في التعامل مع المتغيرات التي تعرفها الساحة السياسية في المغرب إيمانا منا بأن النقد هو وسيلتنا الوحيدة لمحاربة الفساد الذي لم يتزحزح قيد أنملة عن مكانه، أما القول، بأن "النهار" جريدة صفراء فهذا قول للتنفيس ليس إلا، ويعرف العميل أكثر من غيره أن "النهار" ظلت صامدة في وجه كل المؤامرات، لأن لها قاعدة صلبة من القراء، آمنوا بخطها التحريري، ودعموه، أما العميل، فإن كل تجاربه في الصحافة الورقية آلت إلى الفشل، ليس كما يدعي هو، أن الدولة أغلقت عليه صنبور الدعم بسبب مواقفه التي نعرف جميعنا أنها مواقف مأجورة، ولكن لأنه لم يستطع مجاراة المتغيرات التي تعرفها الساحة الإعلامية، وفي كل مرة كان يصدر جريدة كان مآلها الزوال وتشريد كثير من العمال والصحافيين الذين يكون عليهم الانطلاق من الصفر مرة أخرى، بل إن العميل أنوزلا الذي يفاخر بعمالته للجزائر والبوليساريو ويقيم من أجل ذلك الولائم والمأذبات، لا يتورع في إغلاق جريدة تعيش منها عشرات الأسر، ليصل في نهاية المطاف إلى تأسيس موقع جعله قاعدة خلفية للترويج لدعايات أعداء الأمة، وحين جفت ينابيع العطايا التي كان يتلقاها من جهات مشبوهة، ولأن المعلنين المغاربة رفضوا التعامل مع موقعه رغم تقربه من العديد منهم، قرر رفع كثير من الدعاوى القضائية ضد جرائد ومواقع إلكترونية للاغتناء على حسابهم وإعادة الحياة لموقع مات أو كاد. أما قوله بأننا عملاء، فإننا نؤكد موقفنا الثابت والراسخ، وهو أننا مؤسسة إعلامية تدافع عن المؤسسات وعن المشروعية، مؤسسة تحترم مسؤولياتها والتزاماتها ورفضت منذ البداية وحتى الآن، المتاجرة في الوطن، وإذا كانت العمالة هي الدفاع عن الشرعية والمشروعية المستمدة من الملكية الدستورية فنحن نفتخر بهذه الصفة التي لن تزيدنا إلا فخرا وإيمانا بمشروعنا الإعلامي الديمقراطي الحداثي المستمد من الشعب. ولأننا مؤسسة تحترم قراءها، فإننا نؤكد استعدادنا للاستمرار في نفس الخط التحريري حتى لو كلفنا ذلك الكثير من الجهد فنحن جريدة مواطنة تدافع عن حق المغاربة في الخبر، وحقه في الحرية والكرامة لكن من داخل المؤسسات، ومن هنا كان قرارنا بمقاضاة علي أنوزلا على كل الكلام الذي تفوه به، ونطالبه بالإتيان بالدليل على أننا عملاء لجهة من الجهات، لأن أسهل ما يمكن أن يقوم به أمثال أنوزلا هو إطلاق الكلام جزافا من دون تحري. في المقابل فنحن حين أكدنا موقفنا الثابت من العميل أنوزلا، فلأننا نملك الدليل القاطع على عمالته والتاريخ سيسجل لكل منا مواقفه، فالعميل اشتغل في وكالة الأنباء الليبية أيام قوة القذافي، ومن هناك انتقل إلى نسج علاقات مشبوهة مع جهات معادية للمغرب توجها بالزيارة التاريخية التي قام بها إلى "الرابوني" مقر جبهة البوليساريو الإرهابية التي قتلت الآلاف من مواطنينا وسجنت وشردت الآلاف الآخرين، وكأنه يقول للمغاربة جميعهم : "اشهدوا، فأنا أعترف بوهم اسمه البوليساريو وأقطع من أجل ذلك الفيافي"، بل إنه كان مرحبا به، ونزل أهلا وسهلا على قادة البوليساريو الذين وفروا له كل سبل الراحة. فمن دفع ثمن الرحلة إلى الجزائر وإلى تيندوف وغيرهما. يعلم الجميع المواقف التي عبر عنها العميل أنوزلا سواء أثناء احتجاجات اكديم إيزيك، أو خلال أحداث تازة الأخيرة، والصور المفبركة التي نشرها في موقعه، فأشعل فتيل الحرب، وأضاف، وقود الاحتجاج، أما نعته لنا بأشباه الصحافيين واتهامه لنا بأن أجهزة تحركنا، فنحن نقول، له إن ما يحركنا هو ضميرنا، ورغبتنا في حماية هذا الوطن من أي فتنة سيدفع ثمنها الشعب المغربي برمته، فهذه الأمة لها تاريخ، ومسؤولية كل الشرفاء من أبناء هذا الوطن هي حماية هذا التاريخ حتى لا نتركه لعبة في أيدي أمثال أنوزلا المستعد لبيع كل الوطن مقابل بضع دريهمات يصرفها في خمارات العاصمة.
عبد المجيد أشرف