بقلم محمد أبويهدة
قريبا سنستفيق على خدعة كبيرة اسمها حكومة الإسلاميين.
شيئا فشيئا بدأنا نكتشف أن الشعارات الرنانة التي ألهبت حماسنا والتصريحات الجميلة لوزراء بن كيران التي رسمت لنا أقواس قزح حتى قبل أن يحل الربيع، ما هي سوى صورة وهمية تشبثنا بها في ظل هذا الخريف العربي. حتى أن هناك من لامنا واتهمنا بتغيير جلدنا ومغازلة بن كيران ورفاقه فكنا نرد عليهم بأننا نعطي لكل ذي حق حقه، وهو الشيء الذي مازلنا نصر عليه.
لكن الحقيقة بدأت تتضح، فعوض أن تتجه الحكومة الحالية إلى حل مشاكل المواطنين الحقيقية والعمل على وضع كل مجهوداتها في استراتيجية فعلية وقابلة للتنفيذ تخص البنيات التحتية التي تعيق تطور هذه البلاد من طرق ومستشفيات ومدارس، أصبحت شعاراتها الضخمة أشبه بزوبعة في فنجان.
ركزت الحكومة على تسويق صورتها من خلال إطلاق تصريحات تطمئن القوى المعارضة لتوجهاتها الإيديولوجية، ومن أجل ضمان الدعم الشعبي لذلك، سوقت لمشروعها بشعارات تنهل من الدين والأخلاق في شكل من أشكال الماركوتينغ المعتمدة على الإبهار لتحقيق الغاية المنشودة.
كنا أول من صفق كثيرا لكشف أسماء المستفيدين من اقتصاد الريع، غير أننا استيقظنا من حلم جميل عندما اكتشفنا أن الأمر توقف عند حدود لائحة لا تغني ولا تسمن من جوع.
رحبنا أيضا كثيرا بتصريحات تعلي من شأن احترام الحريات قبل أن تنقلب كل هاته التصريحات إلى النقيض بعد مهاجمة قياديي العدالة والتنمية لعدد من المهرجانات الفنية بشكل يكشف أفكارهم الحقيقية التي لم يستطيعوا أن يخفوها أكثر بعد أن استفزتهم جماعتهم الدعوية. حتى المسكينة أمينة لم تحظ بلحظة إنصاف بإصرار وزير العدل على اعتبار انتحارها مجرد حادث، معلنا تشبثه بالمادة 475 من القانون الجنائي.
انتظرنا وعود الحكومة بدعم المواطن المقهور كما رفعت ذلك في شعاراتها، فكان ذر الرماد في العيون بحذف ضريبة التلفزيون من فاتورة الكهرباء التي لا تتجاوز في أحسن الأحوال عشرين سنتيما!!
أما شعار «محاربة الفساد» الذي حمل إخوة بن كيران إلى الحكومة، فمازال هو الآخر لم يتحقق بعد لأن كل الملفات التي تروج في المحاكم هي من بقايا الحكومة السابقة.
غير الأحلام والشعارات وعبارات الطمأنة.. نتساءل ماذا قدمت هذه الحكومة للمواطن؟