نصر عظيم. بشرى للمسلمين في جميع بقاع المعمور. لم تعد دوزيم قناةً تستوطنها شياطين الفرجة والترفيه ومارِد التغريب. تم الفتح المبين ودخلت أخيرا إلى الإسلام بعد طول تشبّه بالنصارى وما سواهم من أهل الملل الأخرى.
أخيرا نشرت الحكومة الرشيدة تعاليم آخر الديانات التوحيدية على شبكة برامج قناة عين السبع. انتهى تسيب عصر الجاهلية الليبيرالية وحرياتها التغريبية المتشبهة بغير المسلمين. سيصدح الآذان في أرجاء القناة الثانية. ينقص فقط النقل المباشر للصلوات الخمس حتى يتابع مجرياتها الذين هم عن صلاتهم ساهون، وتعميم اللباس الشرعي على سائر العاملات في القناة المتبرجة، من باب نصرة الأخوات المحجبات اللواتي تعرضن للتهميش والإقصاء طيلة سنوات الجاهلية.
ستقيم دوزيم صلاة الجمعة، وتحتفل بأعياد المسلمين على طريقة السلف الصالح. إنه الخروج بالقناة المارقة من الظلمات إلى النور، وردها إلى الصراط المستقيم وتكليفها بواجب تعليم المغاربة دينهم من جديد وعلى مذهب مخصوص.
ظهر الحق وزهق الباطل. إنجاز عظيم ستسير بذكره الركبان على الطريقة القديمة جدا، ويستحق أن يُخَلَّد في سِيَر الأمة وأيامها وأمهات كتب تاريخها.
يحتاج هذا الفتح المبين إلى تضييق الخناق على الاستعمال التلفزيوني للغة المغربية. اللغة الوطنية للعرب والأمازيغ. منع التحدث إلى المغاربة بلغة المغاربة أجمعين، والعمل على الرجوع إلى نقاء لغة السلف الصالح. سيتكلم التلفزيون بالفصحى مع ضرورة النطق السليم لمخارج حروف العربية كما ورثناها عن الأجداد الغابرين في الجزيرة العربية.
بعد كل هذا الهزل. ولى زمان التوجه إلى وسائل الإعلام العمومية باعتبارها جهازا إيديولوجيا. لسان حال الحزب الذي فاز بأكبر عدد من المقاعد في مجلس النواب، وشكل زعيمه الحكومة. التلفزيون العمومي ملك لجميع المغاربة. فوق الأحزاب والإيديولوجيات. جهاز محايد ولا يخضع للتوظيف الحزبي الضيق. هذه الولاية تلفزيون محافظ والولاية الأخرى يساري أو ليبيرالي.
عندما يُصر حزب ذو مرجعية دينية على نشر الخطاب الديني عبر وسائل الإعلام، فهو يصر، بالواضح وليس المرموز المحتاج إلى «ديكودور» كما كان حال دوزيم أيام انطلاقتها، على نشر خطابه هو، وليس الدين كما يمارسه أيها الناس من عموم المغاربة المتدينين على طريقة أهل المغرب الأقصى.
بالواضح دائما. الرهان على التلفزيون باعتباره جهازا للدعاية (للدعوة) من صفات الأنظمة الشمولية، ومعاملة القنوات التلفزية كأنها تلك الجمعية الدعوية التابعة للحزب الحاكم، معاملة تضرب في الصفر مستقبل البناء الديموقراطي في البلد.
جمال زايد