اعتبر الصحفي المعروف ألكسندر أدلر في عمود بيومية "لوفيغارو"، السبت 25 يونيو أن "الثورة" الهادئة التي يقودها الملك محمد السادس في إطار استمرارية ملكية مغربية حداثية، تشكل نموذجا لبلدان المغرب العربي التي يعاني بعضها من عدم الاستقرار.
وعبر أدلر في عمود تحت عنوان "الثورة الهادئة" المغربية عن اقتناعه بأن "نجاح التجربة المغربية يمكن أن يكون له تأثير مباشر على التحول السريع والفجائي لتونس و التحول البطيء وغير واضح المعالم في الجزائر".
وسجل أدلر أن هناك "قطبين للاستقرار بصدد البروز في العالم العربي الساخن"أحدهما تجسده المملكة العربية السعودية بالشرق والآخر يتمثل في الجزائر والمغرب في الغرب .
واعتبر أن هذا الاستقرار يتجلى حاليا في الحكمة السياسية التي تبدو في الظاهر متعارضة ،لكنها في الواقع متكاملة ما بين الجزائر والمغرب.
وسجل أنه في ما يتعلق بالجزائر "يمكن أن نلاحظ على الفور أن التناسق المدهش بين القوة والضعف قادر على الاستمرار في هذه المرحلة ، على الرغم من أن الدينامية الاجتماعية البناءة مازلت مفقودة.
وأكد كاتب العمود أنه بالنسبة للظرفية المغربية (...) فإن المملكة بساكنة تقارب حجم نظيرتها في الجزائر ،"لم يكن لها يوما إمكانيات مالية كالتي تتوفر عليها الجزائر ، وعلى الرغم من ذلك فإن هذا البلد الذي يعاني من صعوبات يحمل اليوم أكبر الآمال السياسية التي يمكن تصورها لمغرب عربي أخيرا في طريق الوحدة".
و في معرض تحليله لعوامل التفرد المغربي، تطرق أدلر إلى "الملكية العلوية الأصيلة "التي تعد ثمرة "توافق تاريخي استمر إلى يومنا هذا"، مؤكدا أن "التوافق الأساسي الذي يربط ما بين ملكية علوية أصيلة وأحزاب وطنية واشتراكية شرعية لم ينقطع من هذا الطرف أو ذاك إلا لفترة قصيرة".
وقال بدلا من الاستسلام لتخوفات الشارع أخذ الملك محمد السادس بزمام المبادرة في إطار استمرارية الملكية المغربية"، مبرزا التطور الديمقراطي المقترح في إطار الدستور الجديد الذي سيطرح للاستفتاء في فاتح يوليوز المقبل.
وأضاف أن الملك محمد السادس اقترح "تحقيق الانتقال نحو ملكية برلمانية في وقت قصير حيث ستضطلع الهيأة التشريعية التي سيفرزها الاقتراع العام المباشر بدور حاسم في قيادة سياسة الأمة"، مشيرا إلى أنه في نفس الوقت "سيستمر الملك في الاحتفاظ ببعض السلط السيادية التي كان هناك إجماعا حول تمتعه بها ".
وخلص أدلر إلى أن الرأي العام المغربي حاليا متفق على "الثورة الهادئة" التي يقودها الملك محمد السادس.