استضافت قناة العربية في برنامج نقطة نظام محمد الفيزازي الشيخ السلفي المثير للجدل الذي أفرج عنه العام الماضي بعد أن أمضى ثماني سنوات من أصل حكم بالسجن لمدة ثلاثين عاما، على خلفية التفجيرات التي شهدتها الدار البيضاء سنة 2003 ، وقد أكد ضمن هذا اللقاء أن الجهاد حكم من الله ودين ثابت وإنكار الجهاد هو إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة.
وقال أن ما تغير هو فقه الجهاد وممارسته ، فالجهاد بحسبه دين أما ممارسته فعمل بشري قد تصيبه العلل والأخطاء، نافيا دعوته له قبل أن يدخل السجن داخل أي بلاد من بلاد المسلمين، ولكن دعا للجهاد وسيدعو له كلما احتلت أرض الإسلام من قبل غاصب ومحتل لأن الجهاد مشروع إلى يوم الدين.
وأشار الفيزازي ضمن نفس الحوار، إلى أن الدعوة لم تكن مقتصرة على الجهاد، ولكن كانت تدعو أيضا إلى التوحيد والصلاة والأخلاق الفاضلة والقيم الإنسانية، إلا أنه أثناء الحرب على المسلمين في أفغانستان وفي الشيشان على حسب ما قال فالدعوة كانت وقتها في إطار معين وفي سياق معين، فكان ما يحدث في ذلك التوقيت جهاد في سبيل الله.
وفي رد فعله مما يحدث في سوريا ومن يقاتلون النظام في سوريا اعتبر أن علماء سوريا هم أدرى بذلك.
ونفى الفيزازي إيمانه بالسلفية الجهادية بل اعتبر نفسه شخصيا ليس سلفيا وأن مصطلح الجهاد ألصق بالسلفية لغاية في نفس يعقوب و حسب، و السلفية كما عرفها هي منهج قويم وليس هناك شك في ذلك.
وأكد أن مصطلح السلفية الجهادية هو مصطلح إعلامي، والمخابرات العالمية وأمريكا والغرب هم أصحاب المصطلح، لأن القضية مأخوذة من كلمة جهاد ومن عقيدة السلف فمزجوا بين السلفية والجهاد.
وقال الشيخ السلفي أن الذين يطالبون رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران بمنع الخمور هم مثيروا فتن، واعتبر أن هؤلاء يشوشون على عمل الحكومة، ويحاولون إبعاد رئيسها عن تطبيق البرنامج الذي جاء به، وفي نظره أن قضية الخمر يجب أن تؤجل إلى وقت لاحق، وقال أنه لا يمكن أن نحمل الحكومة أكثر من طاقتها.
الشيخ الفيزازي نفى أن يكون قد أثنى على هجمات الحادي من سبتمبر، وصرح بأنه لا يرفض الديمقراطية جملة و تفصيلا، بل إنه يفرق بين الديمقراطية من حيث أصولها وبين الديمقراطية من حيث تنزيلها، حيث رأى أنه عندما كان يكفرها كان يكفر الديمقراطية التي تكفر بالإسلام وتقصيه، قائلا: "الديمقراطية التي تتعامل مع المسلمين ومع عقيدة الإسلام ولا تقصي الإسلام فهذه لها نظرة أخرى".
وتحدث عن الوضع الديمقراطي في المغرب فذكر أنه توجد هناك ديمقراطية رغم أن لها عدة علل فهي ليست وحيا وكل ما ليس وحيا فلا بد أن يعتريه نوع من الخلل، فهو في النهاية عمل بشري ومن أجل ذلك تتعدد الديمقراطيات.
وأعلن نيته تأسيس جمعية دعوية بنفس سياسي في أفق تأسيس حزب سياسي بنفس دعوي، وأن يكون لكل المغاربة بوضع أهداف وبرامج، مشيدا بحزب العدالة والتنمية و قيادييه و ذكر بالاسم بنكيران و الرميد وقال أنهم إخوة و أصدقاء، وهم يقودون في نظره حزبا عريقا لا ينقصه شيء.
يذكر أن معظم شيوخ السلفية الجهادية أعلنوا مراجعات فكرية واسعة من داخل السجن،بعد اعتقالهم على خلفية أحداث الدار البيضاء، مراجعات أدت بمصطفى الرميد إلى وضعهم على رأس لائحة قدمت للملك من أجل العفو عنهم.
العربية