|
|
|
|
|
أضيف في 17 مارس 2012 الساعة 49 : 21
صنفهم تقرير لمحرك البحث العالمي «غوغل» ضمن قائمة الخمسة بلدان عبر القارات الأكثر بحثا عن المفردات الجنسية عبر الأنترنت .. جنس .. قضيب .. انتصاب، وغيرها من الكلمات التي تدخل في إطار القاموس اللغوي للجنس شكلت قبلة العديد من المغاربة على شبكة الأنترنت .. بعضهم وجد نفسه ضحية لمتعة ملغمة، وآخرون دخلوا دوامة امتهان وإدمان «الجنس الإفتراضي»، بينما آخرون سقطوا ضحايا لمافيات الدعارة الإلكترونية، أو في حبائل الاستغلال الجنسي، كالقاصرين .. الحلقة الأضعف في قصص معاناة تبتدىء بنقرات بريئة ! بوجه ممتقع وحركات عصيبة أقفل شاشة “اللابتوب”، بعدما التقطت عيناه صور نساء عاريات، وآخريات في وضعيات جنسية فاضحة. صور كشفت له السر وراء اختلاء ابنه بنفسه لساعات بغرفته بدعوى محاورة الأصدقاء ومراجعة الدروس ! لحظات بعد إشعارها بتعبئة هاتفها المحمول، أخذت تتمايل وتتراقص على إيقاع نغمات خليجية، وفي تناسق تام شرعت في تخليص نهديها من القميص اللاصق، وفي برهات تشيح بتنورتها القصيرة، كاشفة عن سوئتها أمام شاشة حاسوب، يتبدى من خلالها شاب منهمك في شد قضيبه بكل تمهل ! مشاهد تلخص بعض مظاهر مايسمى بـ «الجنس الافتراضي»، والتي أضحت ظاهرة مغربية بامتياز، بعدما أكسب محرك البحث العالمي الشهير «غوغل»، المغاربة شهرة عابرة للقارات بسبب البحث المفرط والمضني عن كلمة “SEX” على الأنترنت. * شهرة عابرة للقارات ! المغاربة مولعون بالجنس، خلاصة تقرير بوأهم احتلال رتبة متقدمة ضمن قائمة الدول الأكثر بحثا عن كلمة “جنس” حسب موقع «Google Insights» المختص في رصد الاتجاهات البحثية على الأنترنت. التقرير المذكور والذي رصد نشاط المغاربة على محرك البحث العالمي «غوغل»، خلال المدة من سنة 2004 إلى غاية شهر فبراير 2011، شكل مادة خام للعديد من الدراسات والأبحاث التي خلصت إلى أن الفرجة الجنسية لدى المغاربة، قد عرفت تطورا وطفرة بداية مع نهاية التسعينيات وبداية الألفية، بعدما كان الأمر يقتصر على المجلات الجنسية وأشرطة الفيديو والقنوات الفضائية المتخصصة في الأفلام البورنوغرافية خلال الفترة الممتدة منذ عهد الإستعمار إلى نهاية التسعينيات. ظاهرة مهدت الطريق للمبحرين المغاربة من الاستفادة من فرجة جنسية لامحدودة، جعلت من بعضهم يخرج من خانة المتلقي والمستهلك إلى دائرة المنتج والفاعل الرئيس، حيث منهم من حول شاشة حاسوبه إلى «غرفة حميمية» يعيش فيها حياة خاصة جدا دون حسيب أو رقيب، بعيدا عن شبهات بيوت الدعارة التقليدية، بل باتت كل الفضاءات والأمكنة التي بها ربط بشبكة الأنترت من غرف ومكاتب، دور صالحة لممارسة دعارة افتراضية، عبر نقرات بسيطة على “فأرة” الكومبيوتر، لتصبح شاشته معرضا يكتنز معطيات إباحية غير محدودة من صور ساخنة، وأرقام هواتف عاملات الجنس، ومشاهد جنسية فاضحة، لم يعد معها الراغبين في خدمات جنسية محتاجين إلى مغادرة غرفهم لاقتناص لحظات المتعة الجنسية في الأوكار المشبوهة. فقط نقرات مسترسلة لاختيار شابة من بين صور عشرات الشابات المنتشرة على المواقع الإلكترونية، والإتصال بمنسق الموقع دونما مشقة أو مخاطرة. * عشق إفتراضي ! كغيره من المراهقين، استهل «سعيد» (17 سنة)، قصصه الغرامية على شبكة الأنترنت والتي تطورت إلى مايشبه مغامرات ليلية لإشباع رغباته العاطفية عبر مواعدة فتيات يعرف أنه لايمكن أن يراهم مطلقا، تارة يقترب من إحداهن بكلمات ود وتارة أخرى يداعب أخريات بكلمات إيحائية، قبل أن يجد نفسه يعيش في آتون حياة محورها العشق الإفتراضي. تحول سعيه المحموم على الصفحات الإباحية إلى مايشبه نهما جنسيا متواترا. «أضحت علاقاتي الافتراضية مع الفتيات عديدة، وبدأت أحس بلذة غريبة في ممارسة الجنس عن بعد مع بعضهن، أعلم أن الأمر غير سوي بالمرة»، يصرح «سعيد» الذي صار مع مرور الوقت يعوض صعوباته في الاندماج العاطفي والدخول في علاقات طبيعة مع الجنس الآخر بانفتاح ساخن عبر النت. سلوك يفسره بعض أخصائيي الطب النفسي بمحدودية العلاقات بين الجنسين في المجمتعات المحافظة، حيث يتعرض الشاب لاغراءات مستمرة، وتنعدم لديه إمكانية تفريغ طاقاته الجنسية إلا عبر علاقات في العالم الافتراضي، بحيث يتاح له تحقيق مايصعب تجسيده على أرض الواقع. «على مواقع الأنترنت، يستمد المرء جرأة غريبة في تداول مواضيع حساسة على رأسها الجنس وهو الشيء الذي يستعصي علي في الحياة الواقعية»، يوضح «سعيد». أصبحت حياته عبارة عن كابوس حقيقي، فيوم بعد يوم، يستسلم لجلسات الاستمناء والعادة السرية وراء شاشة الحاسوب، «عندما لاأستطيع التواصل أو العثور مع إحداهن على أحد مواقع التعارف الإلكتروني، ألجأ إلى المواقع الإباحية لأستعرض صورا أو لقطات فيديو لممثلات عالميات في سينما البورنوغرافيا أحفظ أسمائهن عن ظهر قلب .. أدرك أن ماأعيشه حالة مرضية فالشعور بالذنب يلازمني دائما»، يضيف «سعيد». عبر صفحات الأنترنت كان «سعيد» يعيش حياة لاتخضع لقيود أو رقابة، ويترجم من خلالها كل رغباته ونزاوته الكامنة وعلى رأسها الجنس الذي تحول الإقبال عليه إلى نهم متعاظم قضى على جانب كبير من الممارسة الواقعية في حياته، بل وصارت كل ممارساته الحميمية تتم افتراضيا. بين الفينة والأخرى، صار «سعيد» يتحدى ويقاوم الرغبة الملحة التي تجتاحه، فيمتنع ليومين أو أكثر عن تشغيل حاسوبه، أو حتى مسح قرصه الصلب، لكن في النهاية يستسلم لأن الأمر لايؤدي إلى نتائج مرضية .. «بحالا كنخوي الما في الرملة» يقول «سعيد». السعي الحثيث والبحث المضني والإقبال المفرط على ممارسة الجنس عن بعد، عوامل جعلته يعيش حياة انعزالية وغير سليمة، أدت به إلى التفكير في عرض نفسه على أخصائي، قبل أن يجد أن عزيمته تفتر أمام الصور واللقطات المصورة الساخنة والمثيرة، أو كلما نقر على فأرة حاسوبه محاولا الدخول في محاورة مع إحدى الفتيات. «قضيت سنوات من عمري أمارس العشق والجنس الإفتراضي .. سنوات تحولت خلالها إلى كائن إلكتروني، واكتسبت خلالها تجارب خاصة ومختلفة عن عالم العلاقات الحميمية الواقعية»، يقول «سعيد». ** متعة ملغومة ! في ظل اعتبار المواقع الإباحية اليوم أكبر سوق للجنس عرفه التاريخ البشري مادامت أعدادها تتوالد يوما بعد يوم، مطورة في ذلك المفهوم التقليدي للممارسة الجنسية من غرف النوم المغلقة إلى الفضاءات المفتوحة والمتنوعة، ووسائلها في ذلك حاسب محمول و”كام” و”مايك”. يبقى قضاء سويعات بحثا عن اللذة ليست قسرا على المواقع الجنسية المعروفة، فعدد كبير من مواقع التعارف واللقاءات العاطفية، تختزن بيانات عن عشرات المراهقات بأسماء مستعارة، للتغاضي عن طبيعة أهدافهم الخفية على صفحات تلك المواقع الإيروتيكية. لقاءات افتراضية تنتهي بهن بعد تبادل حديث بريء، بتقديم عرض أجسادهن والتعري أمام كاميرات الحواسيب في مقابل مادي قد يبدأ بتحويلات مالية إلكترونية وينتهي بتعبئة هاتف فقط. قبل أشهر ألقت مصالح الأمن بالرباط القبض على ثلاث فتيات إثر شكايات تقدم بها بعض المواطنين الذين وقعوا ضحية شبكة للدعارة تنشط عبر الأنترنت. بدأت القصة عندما اكتشف عدد من الشباب صفحة مثيرة وساخنة تعرض صور عاملات جنس وأرقامهن الهاتفية، تمكن الزبون من الاتصال للاتفاق على السعر والخدمة التي تتضمن تلبية جميع الطلبات والرغبات، لكن ما إن يخرج الزبون لملاقاة البضاعة في المكان المتفق عليه حتى يتحول إلى ضحية تسلب أمواله تحت التهديد بالسلاح الأبيض. وقد فاق عدد ضحايا الصفحة البورنوغرافية عشرة أشخاص في تاريخ توقيف الفتاتين، لكن رغم ذلك فالمعطيات التي دونت على الصفحة لم يطرأ عليها أي تغيير، والصفحة ذاتها التي دونت عليها أرقام الهواتف مازالت متوفرة على الأنترنت. نفس الواقعة شهدتها مدينة «الدارالبيضاء» قبل أشهر، بعدما استغل أحدهم سلطة وهمية عبر الأنترنت، وادعى أنه أمير، حيث كشفت الحادثة على أن الأمر يتعلق بحالة مرضية لشخص يعتبر الجنس الإفتراضي أسهل بوابة لممارسة الجنس واقعيا. ** إدمان من نوع آخر ! «ربطت أزيد من 20 علاقة في ظرف أقل من أربعة أشهر، أتعرف على شاب أو اثنين في وقت واحد، ثم أتخلى عن الجميع، لأبحث عن غيرهم» تصرح «نوال» (22 سنة). بداية قصتها كانت في إطار تجربة بريئة لتجاذب أطراف الحديث مع شاب فرنسي في أحد مواقع التعارف الأجنبية، قبل أن تتطور العلاقة بينهما مع مرور الوقت إلى مايشبه عرضا ساخنا تجري فصوله يوميا أمام شاشات الحواسيب، حينها اكتشفت «نوال» أن الأنترنت الوسيلة المثالية التي تمكنها من التعبير عن كيانها كأنثى متحررة من قيود المجمتمع الذي تعيش فيه. توالت بعد ذلك مغامراتها الساخنة على صفحات النت، ولم تكن تتخيل يوما أن ارتباطها بالشبكة العنكبوتية سيجعلها مدمنة على إشباع نزوة مستبدة مصنفة في خانة الطابوهات والمحظورات. «الأمر كان بسيطا للغاية، تعرفت على شباب في مثل سني، وفي بعض الحالات رجال أكبر مني أو حتى رجال متزوجين، أجريت معهم حوارات ودية تطورت في غالبها إلى علاقات عاطفية وطيدة ومحدودة بعالم الأنترنت» تشرح «نوال»، قبل أن تستطرد «كان الشباب يصرون على أن أستعرض أمامهم مفاتني، كنت أرفض في البداية، لكن اكتشفت فيما بعد أن رفيقاتي يعشن نفس القصص والمغامرات الساخنة». مع توالي الأيام صارت «نوال» تمارس طقوسها الإيروتيكية الخاصة رفقة صديقاتها في علاقات ساخنة جماعية أمام شاشات الحواسيب. كان انفتاحها على عالم المواقع الإباحية المثيرة والإحترافية يزداد يوما بعد يوم، واهتمامها يشمل كل ماله علاقة بفن الممارسة الجنسية من تفاصيل العلاقات الحميمية حتى الشاذة منها، «كنت أقلد كل الفيديوهات بشكل يتيح لي إشباع مختلف استيهاماتي الجنسية للوقوف على مستوى أدائي الشخصي» تضيف «نوال». في المقابل لاترى أن ماتقوم به رفقة زميلاتها من إشباع ذاتي لرغباتهن ونزاوتهن الجنسية عبر الأنترنت، مؤشرا على حالة مرضية مرتبطة بالإدمان على العلاقات الإفتراضية. «مانقوم به نعتبره استمتاع ومتعة نتلذذ بها بعيدا عن خطر الأمراض المتنقلة جنسيا في العلاقات الواقعية التي من الممكن أن نتأذى منها»، تضيف «نوال». البعض الآخر يعتبر الممارسات الإفتراضية التي تدخل في خانة الإدمان، مؤشر على وجود حالة «كبت» جنسي تدفع بالكثيرين إلى الغوص في كل ماله علاقة بالجنس عبر الأنترنت قصد إشباع الرغبة الجنسية، أو على الأقل إرضاء نسبة من النزوات الخامدة، لأنه في بعض الحالات يكون المدمن على الجنس الإفتراضي شخص عاجز عن الممارسة الطبيعية لأسباب خاصة، كحالة «نوال» التي تفسر هوسها بممارسة الجنس عن بعد، برغبتها في المحافظة على عذريتها وتنمية مهاراتها وثقافتها الجنسية خارج نطاق الوقوع في المحظور. ** ضحايا “الويبكام” ! التطور التكنولوجي جعل فئة أخرى تلتحق أحيانا وبشكل مفاجىء بعالم الدعارة عبر بوابة المواقع الإباحية، ودون أن تكون هناك مسببات كالتعرض للاغتصاب أو التحرش الجنسي، حيث تكون البداية دافعها محاولة التجربة ومحركها الفضول. لكن مع مرور الوقت يتورطن في إطار علاقات افتراضية تنتهي بالمساومات والتهديدات بنشر الصور والفيديوهات. حكاياتهم تبدأ بكل بساطة بحوار افتراضي برىء بين شاب يبحث في مواقع”الشات” المشهورة والمنتشرة عبر شبكة الأنترنت، عن فتاة يتبادل معها الحديث لغاية في نفسه، أما الشابة فيكون هدفها تزجية الوقت في غالب الأحيان، لكن الأمر يتطور مع مرور الأيام إلى تلميحات إيحائية تنتهي بالإنخراط في ممارسات ساخنة تشمل التعري وحتى بلوغ الذروة الجنسية. «إلهام» شابة تعرفت على أحد الشباب عبر الأنترنت والذي أعرب عن إعجابه بها، وكانت تستخدم “الويبكام”" في خلال محادثاتها معه التي توطدت إلى الحد الذي أصبح معه الحوار ينكب على مناقشة أشياء خاصة وحميمية تدخل في دائرة المحظورات. «تعرفت عليه عبر موقع شات مشهور، وتوطدت علاقاتنا مع مرور الوقت إلى حد الإفصاح عن ميولاتنا الجنسية بكلمات ذات مدلول إيروتيكي، وتطور الأمر إلى استعراض جسدي عاري بيننا، لكنني لم أكن أظن أنه سيعمد إلى تسجيل كل تلك الأمور والشروع في ابتزازي». في حالات كثيرة قد تسير الأمور على نحو غير طبيعي، وقد تقع مناقشات أو سوء تفاهم بين الشريكين الإفتراضيين، فيقرر أحد الطرفين وفي إطار خطوة انتقامية ذاتية من تعريض الطرف الآخر لضغوطات وتهديدات بعدما يشهر في وجهه سلاح «اللقطات المصورة الساخنة»، حيث يتطور الأمر إلى مايشبه ابتزاز بممارسة الجنس الواقعي. «لم يخيل لي يوما أنني سأصبح لعبة في يده يفعل فيها مايشاء، لم أرضخ لإرادته، وبلغت عنه رجال الأمن» تشرح «إلهام». في بعض الحالات الأخرى، يكون الابتزاز سلاحا لتطويع إحداهن من أجل إقحامها في عالم الدعارة التقليدية، ومنها حالات تخص بعض الطالبات والتلميذات اللائي تحولن إلى “بضاعة” في يد وسطاء بسبب صور طائشة، وهو ماتستغله مافيات الدعارة في اصطياد بعضهن وإجبارهن على الانحراف والإنخراط في الدعارة المنظمة، ومن بينها حالة إحدى الطالبات التي تبين أن هاتفها النقال الذي استعمله خلال محاولتها الغش خلال الامتحانات، يتضمن صورا خليعة ولقطات جنسية مثيرة مع شخصية خليجية، واعترفت التلميذة خلال التحقيق معها أن تورطها في العلاقة المحرمة كان بسبب ابتزاز تعرضت له عبر الأنترنت من طرف أحد الأشخاص الذي تبين بعد البحث معه على أنه وسيط في شبكة عالمية تنشط في إطار الدعارة المنظمة. ** أزواج في قفص الاتهام ! كان المشهد قاسيا على نفسية هند الزوجة المخلصة ، والتي لم تكن تنتظر في يوم من الأيام أنها ستضبط زوجها عاريا في غرفة النوم و أمام شاشة حاسوبه المحمول يمارس الجنس عن بعد مع شابة تفصله عنها مئات الكيلومترات، وعلى فراش الزوجية. كان زوج هند رجلا كتوما، ومهووسا بالأنترنيت، وشديد الإرتباط بعمله الذي له علاقة بمجال البرمجيات. ما ذكر يتعلق بوقائع قضية اعتبرتها الزوجة خيانة ثابتة في حقها من قبل زوجها. رغم اقرارها أن الممارسة الجنسية لم تكن قائمة بشكل مباشر و إنما تمت في إطار العالم الإفتراضي، وتأتي في خضم العديد من الحالات التي تتعلق بنساء يشتكين من خيانات زوجية عبر مواقع الأنترنيت وشاشات الحواسيب. « فكرت في طلب الطلاق ، لأن ما ارتكبه أعتبره جريمة خيانة لا تغتفر، وفكرت مرارا في الأمر لكن أين هو الدليل على الجريمة؟» تتساءل هند بعد أن أنهكت بسبب سعيها المتواصل جراء استشارة قانونية تمكنها من تحقيق هدفها في رفع دعوى قضائية و الحصول على حكم بتطليقها يطفي نار غضبها المستعر الذي خلفه جرح الخيانة الافتراضية. «هناك العديد من الحالات المتعلقة بنساء يشتكين من أزواجهن بسبب ممارسة الجنس عبر الأنترنيت أو الجنس الافتراضي، الفعل هو مجرم بقوة العرف و القانون والدين ولكن هناك فراغ قانوني قاتل لا يسمح بمتابعة الزوج بسبب غياب الركن المادي ما يصعب معه اثبات هذا النوع من الأفعال الشاذة. لذا يجب على المشرع أن يتدخل لتحصين المجتمع من هذه الظواهر اللأخلاقية» يصرح المحامي لحسن خليفة ( هيئة البيضاء) في تعليقه على حالة هند. بينما الأخصائيون النفسيون يعتبرون أن مثل هذه السلوكات التي يلجأ لها بعض الأزواج يكون هدفها البحث عن إشباع رغباتهم الجنسية إما لأنهم مدمنون أو لأن حياتهم الجنسية مع شركائهم غير مستقرة بسبب عدم الإحساس بالمتعة أو تحقيق النشوة الجنسية، لأسباب قد تتعلق بسرعة القذف أو أنهم جنسيا لا يستطيع الشريك مجاراته، أو أن هناك عجز عن تحقيق الاستهامات و التخيلات الخاصة بأوضاع معينة أو شاذة قد لا يتقبلها الشريك، أو عدم القدرة على بلوغ كل المرغوب فيه في العلاقات الواقعية بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون حياة جنسية طبيعية. تتعدد حالات الخيانة الافتراضية بين الأزواج، لكن أمام صعوبة إثبات الفعل المادي تبقى العديد من الوقائع حبيسة غرف النوم ويصعب رصدها في النهاية لأسباب غير محصورة. ** أطفال في مصيدة “الفأرة” ! في حالات كثيرة تكون شبكة الأنترنيت عاملا مباشرا في التغرير بضحايا غير راشدين، ومنهم الأطفال الذين تم التغرير بهم وإسقاطهم في حبائل الاستغلال الجنسي من طرف مافيا الدعارة الإلكترونية. مغامرات بريئة قد تتحول من خلال نقرات بسيطة إلى استقطاب ووقوع في شباك محترفي مهن الدعارة، حيث يجد القاصر نفسه بين نارين إما تنفيذ كل طلبات الوسطاء، أو الخضوع لابتزاز مالي أو جسدي. ويبقى التساؤل المطروح هو ذلك المتعلق بكيفية حماية الأطفال الصغار في ظل أن الفضاء الالكتروني أصبح متاحا للجميع، بل وأصبحت بعض الواجبات المدرسية تستوجب من الصغار الاتصال باستمرار بالشبكة منزليا إذا توافرت في غياب أو نقص اهتمام ومراقبة الآباء. وقد رصد تقرير لمركز حرية الإعلام بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهو مركز أبحاث مستقل حول قضايا الإعلام بعنوان “القاصرون وجرائم الانترنيت بالمغرب” بعض الملفات التي أصبحت تتداول في الشارع العام وتـظهر في المحاكم، أمام تواضع در الفعل الرسمي في مواجهة تنامي هذه الظاهرة. التقرير المذكور اشتغل على اسثمارة وجهت لأكثو من 100 قاصر بالدار البيضاء تتراوح أعمارهم ما بين 10و17سنة، إضافة إلى لقاءات مع مسؤولين وفاعلين جمعويين وخبراء في مجال الأنترنيت، وقد خلص التقرير إلى أن أزيد من ثلثي القاصرين الذين تم استجوابهم صرحوا بتلقيهم عروضا للسفر وهدايا وعروضا للزواج عبر الأنترنيت( الشات والدردشة) من قبل أشخاص غرباء، كما أن أزيد من ربع العينة المستجوبة تلج إلى مقاهي الأنترنيت رغم معارضة أولياء أمورهم، وأزيد من ثلث المستجوبين لم يسبق لهم أن سمعوا عن جرائم الأنترنيت . واعترف التقرير بعدم وجود أي منظمة غير حكومية تشتغل في مجال التحسيس بمخاطر جرائم الأنترني مقارنة بالعديد من المنظمات المدنية التي تنشط في العديد من الدول، وأن الحكومة تتعامل مع هذه القضية بشكل محتشم، وتركز أساسا على المقاربة الأمنية الصرفة في التعامل مع شبكة الأنترنيت. ولا يخفي التقرير أن المغرب أصبح مستهدفا أكثر من ذي قبل من قبل مجرمين لدعارة الأطفال الذين يستغلون الأنترنيت للتغرير بالأطفال و القاصرين من أجل استغلالهم جنسيا، مشيرا إلى أن الحالات التي سجلت خلال السنوات الأخيرة تعكس تزايد هذه الجرائم، وهو ما يدعو الحكومة و المجتمع المدني و الإعلام إلى طرح برامج للتحسيس و التوعية موجهة للأطفال و الآباء و المربين حول مخاطر جرائم الأنترنيت على غرار العديد من الدول التي بلورت برامج تربوية متقدمة، في أن المغرب لا يتوفر حتى على موقع إلكتروني مخصص لمثل هذه القضايا، حسب التقرير نفسه.
محمد كريم كفال -------------- المصدر: الأحداث
|
|
5352 |
|
0 |
|
|
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم
اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|
|
|
|
|
|