ظهرت في الآونة الأخيرة اشرطة فيديو على اليوتوب غريبة جدا، ولاتفسير لها سوى أنها تزامنت مع صعود حزب العدالة والتنمية للحكم في المغرب، بل أن هناك اعتقاد كبير بأن التناغم بين حدث وصول الإسلاميين لسدة رئاسة الحكومة وظهور هذه الأشرطة له ماله من تفسير ذهب بالبعض بأن يضع ذالك في إطار استراتيجية الضغط من أجل ربح أكثر.ففي شريط خطير يتم ترويجه هذه الأيام بشكل سري وعلني، يظهر فيه شخص يقارب الثلاثين من عمره يلبس لباسا أفغانيا ويدعى أن إسمه" أبا عمران" ويتقن كثيرا اللهجة المغربية، لكنه شبه أمي في الفقه والسياسة.
هذا الشخص ويظهر أنه في مهمة خبيثة يتم طبخها للمغاربة، يبدأ حديثه بتوجيه النصائح لعبد الإله بنكيران، ويعتبره خارجا عن الدين والملة لكونه لم يطبق شريعة الله في أرضه، ويقول أن حزب العدالة والتنمية ليس بحزب إسلامي، وأن حديثه عن محاربة الفساد والإستبداد ماهي سوى شعارات ودر للرماد في العيون.
الرجل يعرف جيدا مايقول ويظهر أن له ملفات حول البلاد، وأنه في مهمة قد تظهر خبائثها، فهكذا بدأت عمليات الدارالبيضاء بهذه الوصفات الجاهزة، بهذه الطرق الخطيرة التي لايثقنها سوى مثل هذا الشخص.
ابا عمران هذا يهدد المغاربة بشكل مباشر، ويدعو للفتنة، ويدفع بنكيران الى فتح ابواب السجون وإطلاق السلفيين المتورطين في احداث الدارالبيضاء، ويشكك في كل هذه العمليات وينسبها للدولة المغربية، وكأن أطر الدولة المغربية اناس غرباء عن البلد، ولاهم ولا وطنية لهم، ولاحس إنساني سوى هذه الأمور الإجرامية التي أجمع الكل على تورط اسلاميين من صغار الفكر فيها.
لكن الذي لايمكن التغاضي عنه فهذه التشكيكات التي اصبح كل من من هب ودب يواجه بها العمليات الإرهابية، فحزب العدالة والتنمية من بدأ بها، وهم الذين أطلقوا هذه الموضة السياسية الجديدة الخبيثة للضرب في صرح الدولة ومنجزاتها في مجال محاربة الجريمة والإرهاب، وبعدما فاز الحزب في الإنتخابات وكان له ما أراد ضربها بسكتة ولم يوضح للمغاربة بأن تلك التشكيكات كانت فقط تدخل في إطار الضغط على الدولة من أجل قبول الحزب في المحيط الحاكم.
ترى الآن وبعد أن حصد حزب العدالة والتنمية الشوك، وامسى الجميع ممن يريد أن يصبح فقيها ورعا أن يشكك في منجزات البلاد، كيف سيتعامل بنكيران مع هذا المعطى؟
على القياديين داخل حزب بنكيران الذين سبق لهم أن شككوا في هذه العمليات ونسبوها للدولة أن تكون لهم الشجاعة الكاملة للمثول أمام منتخبيهم والشعب المغربي للاعتذار، فهذا أقل ما يمكن أن يهدئ النفوس، وأن يعيد الصراصير أمثال ابا عمران الى مخابئها.
إن مثل هذه الأشرطة التي اصبحت تؤثث اليوتوب معروفة أهدافها ومعروف من يطلقها على الأنترنيت لزيادة الضغط على الدولة لتعميم الفوضى في البلاد.
وإن مثل هذه الألاعيب لاتخفى على الدولة المغربية، و أن من تورط في تمثيل دور الإسلامي وهو مجرم سوف يكون مآله عسيرا، وقد أعذر من أنذر...