ياسر الحراق الحسني
يتعجب المرء من مريدي مدرسة المتألهين وهم يتطاولون على من ينتقد طريقتهم الصوفيلية من خلال التهجم على مذهبه . ياليت الهجوم كان علمياً فنستفيد منهم أو نفيد لكن بين مكتكت هنا و مزقزق هناك لا تجد في فحوى الشقاوة سوى ممراً للكذب على الناس و خصوصياتهم الإيمانية عوض مبارزتهم بأفكارهم. لسان حالهم يعبر عن مكيال حجمهم الكتكوتي الذي يرى الديك أكثر بطشاً من الأسد، بل يرى الديك خليفة لخليفة رسول الله في أحدث حلقات مسلسل الخرافة الراشدة للمتألهين الجدد . لو كان بعض غلمان الزاوية الياسينية يريدون تفكيك ما أنتقدوا به لما تركوا الكلام في معصومية شيخهم و خوار مشروعه السياسي، إلى كلام عن “المخزنة” و” الشيعة ” و “المتعة” و” الكافي” مما هو أجنبي عما يفترض أن يجيبوا عنه. و إذا كانوا قد استباحوا ولوج غار المذهبي هروباً من نار الأدبي، فهذه شقشقة نشقشق بها آذاناً فيها وقر و أخلاقاً فيها صغر و كتاكيت فرخها بشر .. تحسب أن لها في مراقي الحق تدرجاً، وهي كالعمياء حلمها الصور. ليس الخروج من حملتهم على ايماننا مثل دخوله، فلدينا من ماء الورد ما نرشهم به، بعد أن نفحمم بفحمهم و نلزمهم بفهمهم حتى تتبين لهم الرؤى من أظغات الأحلام .
لم أكن أعلم أن الكبريت الأحمر و الشيخ الأكبر له بصفته سلطاناً للعارفين دار مخزنٍ روحي، و خلفاء سلطانيين لعرفان الكبريت على مواقع الإنترنيت. فإذا رام لاحد مخاطبة الشيخ أجابه المريد مزقزقاً ، و إذا خاطب احدهم المريد أجابه مريد المريد مكتكتاً بطريقة تعكس عمودية الخطاب الذي يعلو فيه حاكم الطريقة و لا يعلى عليه. و ها أنذا أرد على الكتكوت و انتظر انتفاضة البيض التي باتت تهدد الأنظمة هذه الأيام.
المريد الشقي في معرض رده على إنتقاد شيخه من طرف المفكر إدريس هاني، الذي نزع ورقة التوت عن فكر حاكم الطريقة، لم يتناول الأسئلة المطروحة. فإذا كان السؤال حول إعتقاد الجماعة الحلاجية بعصمة قائدها بناءً على رفض تصنيف كل تراجع قام به في مواقف سياسية و دينية على أنه خطء ، وإذا كان السؤال حول ركوب الجماعة الحلاجية للثورة الإيرانية تارةً و الإخونجية تارةً أخرى و علاقتها بسفارة “الشيطان الأكبر” و اسئلة أخلاقية و سياسية أخرى، فإن جواب الكتكوت لم يكن على قدر السؤال. فراح يشرق و يغرب ليس في كبير إلا ما كبر عند مجاميع العاطلين عن التفكير، شأنهم شأن بعض أهل الصفة. لا تجد من الفروق إلا ذاك يلعب بهرة و هذا يلعب بما يغنيه عن متعة النساء. ومن التشابهات تجد تمسحهم بأهل البيت و جل ديدنهم جاء به عطرود عن عطرود عن
الديوان الأموي في دمشق .. و لو زايدوا لوثقنا لهم من بنك المذلة في تاريخهم دون أن نخشى في ذلك لا إرهابي بروكسيل ولا إرهابي قندهار ، و لنعرين لو شاؤوا عن عورات المتقدمين السابقين غير آبهين بعلو ركابهم ما دام عندنا لا يعلوا مقام جحا و إن ركب السحاب.
يقول الشقي من غلمان الجماعة حول المذهب الشيعي1 : ” ليس بغريب علـى كــل متتبع للفكـر التراثي الشيعي عمـوما أن يكـون رد الدونكشوط منسجمـا مـع تاريخه الحـافل بلغات السب و الهرمكة – ، فهـو يجاري فطاحلة الجدل القمامي و يناطـح أسياد التكفير الثقافي ليس لأجـل البحث عن الحقيقة التـي تجري أمـامه و إنمـا تأكيدا لعقل الاستئصال الذي وسمَ عقل الشيعي و انطبع بدائه “. لا يستضئ هذا الغلام بنور بصيرة ولا يقدح بزناد فهم أخملته مجالس التموسق الديدني، فعجز عن قراءة كتب فطاحلة الفكر الإمامي، و سافر في أحلام جماعته حتى أصبح يرى في كلام مريد المريد آيات محكمات و أخر متشابهات. لم تبدو له كتب الفطاحلة سوى جدل القمامات. لو كان الفاسق يتبين قبل منطقه لما أشار لا من قريب و لا من بعيد إلى بحث القمامات. ذلك لأن في مقدمات هذا العلم لا بد أن تمر بإبن آكلة الذبان و إبن آكلة الأكباد و صاحبة الراية و صاحبة الدراية ، و لو أحسن الكتكوت بحثه القمامي لتفطن لقيام مجده الخرافتي على قمامات الملحقين بدائرة قريش الإنتخابية ، التي طعن فيها المواطنون فرماهم أبناء القمامات بالردة البارحة كما اليوم. و لقد أخطأنا الحساب في الظن أنه لا بد للكتكوت أن يتعلم تاريخ المزابل من الديك الأكبر ، و إذا بالديك يثني على المزابل كما يثنى على الجنان..
و يستمر الكتكوت المشاغب قائلاً :”فإن الرجـل لا يقدر أن ينكـر مـا أنتجتــه أعشاش فتنة “المتعة ” من لقطاء وجب الأخــذ بأيديهـم نـحو بر الأمـان ، يا للفضيحة !”2 . وهو بهذا لا يستحيي وصف شرع الله الذي مورس بإذن من رسوله ب “الفتنة” كما لا يستحيي بأن يرمي جمعاً من المؤمنين بكونهم لقطاء في معرض حديثه عن الأدب. و لعل كتكوت الزاوية لم يتعدى في المطالعة ما يوحى إليه في كنانيش الكبريت الأحمر و لم يخرج من العش الياسيني الأصفر ليتجول في مزابل الخرافة الراشدة كباقي المزقزقين. كيف لا وهو لا يعرف قول أسماء بنت أبي بكر لما سألوها عن المتعة :” فعلناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم”3 . فلا ننتظر من الكتكوت المخادع أن يقول لها ما قاله لنا بل نذكره فقط بما خفي عنه في علم أصول القمامات.
نحن هنا لسنا بصدد المرور على سبيل الختم، بل هذه بداية و دعوة إلى سرب المريدين ،ما دام الشيخ لن يكلمنا إلا من وراء حجاب ، بأن ينزلوا معنا تواضعاً لنناقش أصل القمامات الإسلامية و أصولها و صحيح خيط الدخان و الإستلاب في معرفة الأصحاب ..فهمنا لا يقاس بهمهم ، إذ لما قلنا :”دعوا النبي يكتب قالوا: ” إن الرجل ليهجر”.. هذه هي البداية..
_____
1.نجيب الطلحاوي. بـؤس الكتـابة الهـانية (1 ) . هسبريس 15 مارس 2012
2.نجيب الطلحاوي. بـؤس الكتـابة الهـانية (2 ) . هسبريس 12 مارس 2012
3. سنن النسائي الكبرى . أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي الناشر.دار الكتب العلمية. بيروت الطبعة الأولى ، 1411 – 1991 تحقيق : د.عبد الغفار سليمان البنداري، سيد كسروي حسن عدد الأجزاء : 6 [ جزء 3 صفحة 326 ] ح ح 5540 ( أخبرنا محمود بن غيلان المروزي قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة عن مسلم القري قال : دخلنا على أسماء ابنة أبي بكر فسألناها عن متعة النساء فقالت فعلناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم )