دايلى مايل- حرم مرض نادر سيدة بريطانية من البكاء والاغتسال؛ لأن تعرضها للماء يصيبها بالتهابات “حارقة” في الجلد يمكن أن تسبب وفاتها. وتعاني كاتي ديل (27 عامًا) المقيمة في شمال ويلز من حساسية نادرة تسمى “أرتيكاريا الماء” التي يعانيها 35 شخصًا فقط في العالم كله.
وعندما تبكي تسبب الدموع التهابات جلدية حارقة، كما أنها لا تستطيع أن تغمر جسدها بالماء في مغاطس الحمام للسبب نفسه.
وكانت هذه الأعراض قد بدأت تظهر وهي في سن السادسة عشرة عقب خضوعها لجراحة إزالة اللوزتين؛ إذ يعتقد الأطباء أن البنسلين الذي تعاطته قد تسبب خللاً بمستوى مادة الهيستامين بالجسم.
وأُجبرت السيدة البريطانية التي كانت تعمل مدرسة رقص على ترك العمل؛ لأن العرق الناتج من المجهود المبذول كان يسبب لها الآلام نفسها في الجلد.
وتقول كاتي: “في أحيان، أشعر بأني سجينة في منزلي. أحيانًا، أريد أن أحتضن السرير وأبكي، لكن بالطبع لا أستطيع.. شخص ما أخبرني أن من الممكن أن أموت بسبب هذه المشكلة، لكني لا أعرف شيئًا عن توقعات حياتي حتى أجد علاجًا. أنا لا بد أن أتعايش فقط معها.. أنا أتعامل مع كل يوم كما يأتي”.
وأضافت: “الناس لا يفهمون حالتي، وعندما أخبرهم أني لا أستطيع الاستحمام ينظرون إلي، كأن هذا أمر مضحك. حالتي تزداد سوءًا، لكني لا أريد أن أفكر كيف سأصير بعد 10 أو 15 عامًا”.
من جانبه، ترك زوجها أندي (32 عامًا) عمله سائق توصيل طلبات ليتفرغ لرعايتها طوال الوقت.
وعن هذا الدور، قالت: “زوجي يفعل كل الأشياء التي لا يسمح لي أن أفعلها مثل غسل الأطباق؛ فهو يغسل لي شعري، خاصةً أني مطالبة بأن أدخل الحمام وأخرج في دقيقتين فقط”.
وفي تعليقه على هذا الحالةـ قال الدكتور منير وليم كبير جراح التجميل وأستاذ الأمراض الجلدية : “إن الأرتيكاريا عبارة عن تغيرات تحدث في الجلد نتيجة أي تغير خارجي يصيبه، كالحرارة والبرودة والماء”، موضحًا أن هذه التغيرات عبارة عن تمدد في الأوعية الدموية.
وأوضح أن “هذا التمدد ينتج منه أعراض مثل احمرار في الجلد وارتفاع فوق سطح الجلد وشعور بآلام الحرق نفسها، لكن لا يحدث حرق حقيقي، وهذه الأشياء تظهر في مكان ثم تختفي لتظهر في آخر”.
وعن علاج هذا المرض، قال الدكتور وليم: “ما دام سبب المشكلة معروفًا فإن العلاج يكون بتجنب السبب، لكن بالنسبة إلى الماء من الصعب تجنبه؛ لذلك يعطى المريض أدوية معروفة عند الطبيب المختص لعلاج هذا المرض”.
وأوضح أنه كلما تقدمت سن المريض اختفى المرض تدريجيًّا حتى ينتهي تمامًا مع تقدم العمر.