تحول جزء من الصحافة إلى التشكيك في كل شيء وفي لا شيء، فيوم تعتقل سلطات الأمن شخصا تبكي وتنوح على الحرية المنعدمة في المغرب، ويوم اعتقلت بومدين خوار، الذي ادعى أنه رأى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له إنه المهدي المنتظر، قامت قائمة هذه الصحف لتقول أين كانت الدولة منذ سبع سنوات وكان عليها أن تعتقله منذ تلك المدة.ودعت هذه الصحف إلى ما لا ينبغي أن يكون في المجتمع، بل على كل القوى الديمقراطية والصحافة والإعلام مناهضة الدعوة للاعتقال بالطريقة التي طالب بها البعض، لأنه إذا تحقق حلم هؤلاء انهارت مبادئ الحرية ودولة الحقوق والحريات.إن هذه الدعوة تتضمن ضربا مبطنا للحريات الشخصية بما يعني أنه على الدولة أن تتدخل في ضمائر الناس في الوقت الذي كان المطلوب منها هو حماية القانون والحرص على تطبيقه.فالدولة لا يمكن أن تعتقل شخصا لمجرد الشبهة، فيوم أعلن خوار أنه المهدي المنتظر كان الموضوع في نطاق الشبهة وهي لا تجيز لأحد اعتقال الآخر ولا تبيح توقيف أي شخص.وما نسيته صحافة الابتزاز والارتزاق هو أن الدولة في مثل هذه الحالات تكتفي بالمراقبة الدائمة للشخص المعني لمعرفة ما إذا كان يشكل خطورة على الدورة والمجتمع أم لا، وفي حدود الاعتقادات الشخصية ليس هناك ما يبرر اعتقال أي شخص، وهنا وقعت صحافة "الفهامات الكبيرة" في التناقض الكبير فهي التي كانت إلى حدود اليوم تدافع عن الحريات الشخصية بما فيها حرية الشواذ جنسيا، لكن اليوم تحولت عن موقفها فقط لتقول بأن الأجهزة الأمنية لا تقوم بدورها.لكن الأجهزة الأمنية والمصالح المختصة تقوم بمتابعة المشتبه فيه حتى يتأكد لديها أن المعني بالأمر يقوم بأفعال أصبحت تشكل خطورة على المجتمع، وتتضمن أفعال الشعوذة وجريمة الاستحواذ على أموال الغير وغيرها من الجرائم فتم اعتقاله هو ومن معه وهذا مقتضى دولة الحق والقانون التي يسهر المغرب على تركيز أسسها.