وواقع الأمر أنه وقعت انفلاتات في المنطقة عقب مجموعة من الاحتجاجات الاجتماعية وتمكنت مصالح الأمن والقوات العمومية من السيطرة على الوضع، وهي وقائع عادية وقعت في أكثر من مدينة، لكن ما نقلته صحافة "الزفت" الإلكترونية يدخل في إطار حرب جديدة يقودها المرتزقة الذين بيننا ويمكن اليوم أن نكتب رواية على إيقاع ما كتبه إحسان عبد القدوس ونسميها "في بيتنا مرتزق".
لكن هؤلاء الأغبياء لم يحسبوا حسابات أخرى أن الفوطومونتاج لا يمكن أن يذهب بعيدا ليلبي رغبتهم في التزوير لأن ما قاموا به تزوير فظيع يتبين بجلاء للمشاهد العادي فبالأحرى المتخصص.
لقد نشرت هذه المواقع شريطا للمواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلية ومواطنين فلسطينيين غرب جنين كما تم نشرها في حينها من طرف وكالات التصوير الدولي وتم توزيعها على القنوات التلفزية على أنها صور من بني بوعياش، لكن المتمعن في السحنة وفي البيوت والمكان يعرف أنها فلسطين.
أما الشريط الآخر المفضوح جدا، والذي أضيفت إليه عبارة بني بوعياش تستغيث، فهو خير دليل على تهافت المرتزقة من أجل تشويه صورة المغرب، فهو شريط عن أحداث وقعت في الجزائر تصور أعمال العنف بين متظاهرين وقوات الأمن الجزائرية، وحمل الصور عنوانا مثيرا "ساكنة بني بوعياش والمناطق المجاورة تمضي ليلة سوداء"، لكن بعد تتبع الشريط يتبين أن عبارة بني بوعياش مزروعة لكن بشكل ساذج لأن أصحاب الفوطومونتاج لم يعملوا على إزالة بعض العبارات التي تدل على أن الموقع جزائري وليس ببني بوعياش خصوصا لما ننصت إلى كلام بعض الشباب.
ما قام به هؤلاء شبيه بما يقوم به اللصوص المبتدئون الذين يتركون آثارا لسرقاتهم، وما قام به هؤلاء بين أنهم مرتزقة من الدرجة الثالثة لا يعرفون حتى معنى التزوير.
نعم من حقنا أن ننقل الخبر لكن ليس من حقنا الكذب، وهذا طبيعي في زمن السيبة الإلكترونية.