بينما يضرب وزراء العدالة والتنمية بقبضات حديدية، اختار رئيس الحكومة عبدالإله بنكيران ارتداء قفزات حريرية من أجل تلطيف الضربات ناسيا أو متناسيا أن آثار ذلك لا يمكن أن تزيلها تصريحات تعبر عن حسن النية.
وظهر جليا أن عددا من المستفذين من "لا كريمات" النقل بين المدن بواسطة الحافلات، الذين تم وضعهم تحت الأضواء الحارقة لوسائل الإعلام هم مجرد رياضيين وفنانيين، سارع أغلبهم إلى توضيح السياق، الذي حصلوا فيه على الرخص، فالملاكم محمد عشيق، لم يكن يجد ما يعيل به عائلته بعد أن غادر الحلبات، ولطيفة رأفت أصيبت بشلل نصفي بعد الطلاق، وبادو الزاكي تسلم الرخصة يوم كان عاطلا عن العمل، فيما تمسك أحمد السنوسي ( بزيز) بالإنكار، بالرغم من أن موضوع استفادته من "لاكريمة" كان معروفا قبل نشر لائحة عبدالعزيز الرباح بسنوات.
هكذا عوض أن يؤدي نشر اللائحة مفعوله في محاربة "الفساد" تحول إلى مقصلة عُلقت عليها رؤوس فنانين ورياضيين منهم من أقسم على الانتحار إذا ما أراد الرباح أن "يسرق" منه مصدر العيش الوحيد المتبقي له على الأرض.
لقد كان بإمكان الحكومة أن تراسل المعنين بالأمر، وتخبرهم بضرورة الامتثال لدفتر تحملات، وتمنحهم مهلة، ثم بعد ذلك تنشر أسماءهم أو تسحب منهم الرخص، لا يهم، مادامت الغاية في هذه الحالة هي تقنين القطاع لا تشويه سمعة الناس...
رشيد الانباري