|
|
|
|
|
أضيف في 05 مارس 2012 الساعة 18 : 23
تتسبب أمراض التهاب الأمعاء المزمنة في مجموعة من الاضطرابات التي يكون لها تأثيرات سلبية على صحة المريض ونفسيته، ومضاعفات خطيرة أحيانا في غياب الكشف المبكر. في ما يلي يتطرق الدكتور جواد حسني الاختصاصي في أمراض الجهاز الهضمي إلى العوامل المؤدية إلى الإصابة بهاته الأمراض والحلول الطبية لتفادي مضاعفاتها. يعرف كل من مرض القولون الالتهابي التقرحي وداء كرون والالتهابات الناتجة عن تراكم الكولاجين في الأمعاء بإسم أمراض التهاب الأمعاء المزمنة: بالرغم من كونها أمراض منفصلة عن بعضها البعض، لكن يتم الجمع بينها بسبب التشابه بينها في الأعراض، فهي عبارة عن خلل مزمن يتسبب في تكون مناطق من الالتهاب والتقرحات في مناطق متعددة من القناة الهضمية. المناخ والتغذية من أسباب التهاب الأمعاء المزمن لا يزال الفهم قاصرا بالنسبة للأسباب المؤدية إلى الإصابة بأمراض التهاب الأمعاء المزمن، لكن الدراسات والبحوث الطبية التي أجريت في مختلف أنحاء العالم تربط الإصابة بهاته الأمراض بمجموعة من العوامل، في مقدمتها نظام التغذية، ونمط الحياة، والحالة النفسية للشخص، فالضغوط والقلق يكون لهما دور في الإصابة بهاته الأمراض. وتشير الدراسات التي كان فيها التركيز على كل من مرض القولون الالتهابي التقرحي وداء كرون، إلى أن أمراض التهاب الأمعاء والقولون تكون منتشرة فى المناطق الصناعية في العالم، وتصيب جميع الأجناس، رغم أن هناك أجناسا معينة تزيد بها نسب الإصابة بداء كرون. كما أن الأشخاص الذين ينتقلون من المناطق الأقل تقدما إلى المناطق الأكثر تقدما في العالم يكونون عرضة لنفس معدلات الإصابة بالمرض مثل باقي سكان هذه المناطق بعد مرور فترة من الزمن، حيث تزيد معدلات الإصابة بشكل عام في الدول المتقدمة مقارنة بالدول النامية، وفي المدن أكثر من المناطق النائية أو القرى. أمراض لا تستثني الأطفال يكون لمرض القولون الالتهابي التقرحي تأثير على الطبقة المخاطية المبطنة للأمعاء الغليظة فقط، وهو يشمل دائما المستقيم ويمتد بشكل مستمر في الأمعاء الغليظة، أما داء كرون فيمكن أن يصيب أي جزء من القناة الهضمية، وقد يصيب المرض الأمعاء الدقيقة والغليظة، وتكون الأمعاء الدقيقة أكثر تأثرا، ويمتد الالتهاب إلى طبقات أعمق من جدار الأمعاء، ما يؤدي إلى حدوث التهابات وتعفنات نتيجة تسرب الميكروبات التي تخترق الأمعاء.
يصيب مرض القولون الالتهابي التقرحي وداء كرون كل الفئات ويمكن أن يبدأ فى أي سن، ويختلف تطور التهاب الأمعاء والقولون بشكل لا يمكن التنبؤ به من حيث حدته، وعادة ما يمر المريض بمراحل من التدهور والتحسن قد لا يعاني فيها المريض من أية أعراض. آلام واضطرابات في عملية التبرز يتسبب الالتهاب الناتج عن هاته الأمراض فى حدوث اضطرابات في عملية التبرز، بحيث يعاني المريض من رغبة سريعة في الإفراغ، وحالة متكررة ومستمرة من الإسهال، كما قد يعاني أحيانا من الإمساك، وفي الحالتين تكون عملية التبرز مصحوبة بقطرات من الدم، وذلك في المراحل المتطورة من المرض ما يجعل العديد من المرضى يظننون في بادئ الأمر بأنهم مصابون بالبواسير، بحيث لا يفكر معظم المصابين بالتهاب الأمعاء المزمن في اللجوء إلى الكشف الطبي إلا عندما يلاحظون وجود دم في البراز. بالإضافة إلى الاضطرابات في عملية التبرز يعاني المريض من آلام حادة على مستوى البطن، ومن ارتفاع في درجة الحرارة إلى جانب الإجهاد وفقدان الوزن. مضاعفات أمراض التهاب الأمعاء المزمن
في حالة استمرار الإسهال، خاصة إذا كان دمويا أو شديدا فإنه يكون مصحوبا بفقدان السوائل من الجسم وسوء امتصاص للغذاء، مما يؤدي إلى الأنيميا (فقر الدم) والجفاف وفقدان الوزن بشكل حاد، وأحيانا تؤدي الالتهابات في داء كرون إلى حدوث ضيق وتقلص في الأمعاء أو إلى انتفاخ، مما يؤدي إلى آلام في البطن، وفي الحالات الأكثر حدة قد يؤدي ذلك إلى تعقيدات صحية أخرى مثل حدوث انسداد أو ثقب فى الأمعاء. كما أثبتت الدراسات وجود علاقة ما بين التهاب الأمعاء المزمن وتزايد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
ويزيد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم مع تطور المرض، وسن الإصابة به والمدة التي أصيب بها المريض بالمرض فبالنسبة لمرض تقرح القولون فقد أظهرت التجارب الأخيرة أن خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم يتزايد بعد مرور مدة طويلة تتراوح ما بين عشرة إلى ثلاثين سنة. طرق التشخيص يتم تشخيص المرض عن طريق الفحص السريري وسؤال المريض عن الأعراض التي يعاني منها، ثم المنظار الداخلي الذي يظهر الأورام الموجودة على مستوى الأمعاء، التي يأخذ الطبيب عينة منها بغية إرسالها إلى المختبر بهدف إخضاعها للتحاليل والتشريح وذلك من أجل تحديد طبيعة الورم، ويفضل أن يكون المريض تحت التخدير في حال كان الكشف بالمنظار سيشمل المعي الغليظ وجميع أجزاء القولون. ومن خلال إخضاع العينات للتحاليل يتم تحديد مدى تطور المرض وانتشاره. وفي بعض الحالات قد يتم استئصال بعض الأورام الموجودة داخل الأمعاء خلال الفحص بالمنظار فهاته التقنية أتاحت فرصة التدخل الجراحي للتخلص من الأورام الصغيرة. العلاج المتواصل للتحكم في أمراض التهاب الأمعاء المزمن لا يمكن القول بأن هناك علاج في الوقت الحالي لمرض القولون الالتهابي التقرحي أو داء كرون، ويتلقى معظم الناس علاجا باستخدام مجموعة من الأدوية للتحكم في الالتهاب والتقليل منه وكبت رد الفعل المناعي للجسم.
فعندما ينشط مرض التهاب الأمعاء المزمن يكون هدف الأطباء هو السيطرة على الالتهاب والتقليل من حدته وتصحيح أي خلل في مستويات تغذية الجسم أو المياه أو الفيتامينات أو الأملاح ومنع ظهور أية مضاعفات أو أعراض جانبية خطيرة، وتفادي حدوث أية التهابات مستقبلية خطرة من خلال اختيار علاج فعال للمحافظة على الحالة. احتياطات وخطوات وقائية
إن المتابعة طويلة المدى لمرض التهاب الأمعاء المزمن تساهم بشكل كبير في تجنب مضاعفاته، ومن الضروري أيضا للمريض الابتعاد قدر الإمكان عن القلق والضغوط التي يتعرض لها، واتباع نظام غذائي مناسب، فالمصابون بأمراض التهاب الأمعاء المزمن يعانون من حساسية تجاه أطعمة معينة، تتسبب لهم في آلام البطن واضطرابات التبرز.
ويجب اعتماد النظام الغذائي المتوازن من خلال أغذية سهلة الهضم بالإضافة إلى عدم الإفراط في استعمال التوابل والمواد الدهنية، والابتعاد عن المشروبات الغازية والقطاني، وتجنب الأغذية الغنية بالألياف، من أجل التخلص من الإسهال المزمن، الذي يكون له تأثيرات سلبية للغاية على الحالة النفسية للمريض، والتي تؤدي بدورهاإلى حدوث النزيف الدموي البسيط خلال عملية التبرز. ولقد أظهرت الدراسات الحديثة أنه من الممكن تحقيق فوائد صحية طويلة المدى، والتقليل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم عند استمرار المرضى في تناولهم للأدوية الموصوفة من قبل الطبيب. ويبقى التشخيص المبكر والدقيق الذي يجب أن يتم عن طريق الفحص بالمنظار الحل الأمثل لتجنب مضاعفات أمراض التهاب الأمعاء المزمنة، والتقليل من حدة أعراضه. شادية وغزو
|
|
3650 |
|
0 |
|
|
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم
اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|
|
|
|
|
|