تأكد أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية غير اسمه في غفلة من مناضليه، وأصبح الاتحاد الاشتراكي للعدالة والتنمية، وتأكد، أنه لم يعد يفهم اللعبة السياسية بعد أن كان رائدا في إنتاج السياسة والفكر السياسي، ولم يعد يفهم الواقع إلا بقدر فهم الجدات اللواتي يعتبرن كل كلام غليظ رجولة وشجاعة.إن مشكل الاتحاد الاشتراكي اليوم هو أنه فقد البوصلة السياسية، وبعد 13 سنة من ممارسة الشأن العام ضيع كل شيء، فأصبح كالغراب الذي أراد أن يتعلم مشية الحمامة، فلا هو تعلمها ولا هو تمكن من العودة إلى مشيته، فالاتحاد لم يستطع التأقلم مع وضعه كمعارضة، دخل يساريا للحكومة ونسي اليسار في تلك الرحلة وعندما خرج إلى المعارضة قال : ياه أنا حزب يميني يدعم المحافظين.فالاتحاد الاشتراكي عندما خرج يقول "براڤو" لمسرحية رباح التي لا تسمن ولا تغني من جوع، لم يفكر في عمر بنجلون، لأن هذا الفعل سيعكر صفو سكينته الأبدية، فهل نسي الاتحاديون أن بنكيران هو من قاد مسيرة المسجد المحمدي للمطالبة بإطلاق سراح قتلة عمر ووصف الشهيد بالكلب الأجرب وأن فتوى قتل المهدي ثلاث مرات صدرت في جريدة التوحيد والإصلاح؟، ألا يعتبر دعمكم اليوم لبنكيران وملهاته ضربا لتاريخ الاتحاد؟، فاليوسفي، اليوم سيحن إلى الماضي وسيجعل منه يوتوبيا فبعدما كان يرى سمعة الاتحاد صاعدة للسماء يراه اليوم يتمرغ في التراب، والراحل الكبير عبد الرحيم بوعبيد، لن يرضى من راحته على ما وصل إليه حزب القوات الشعبية والمواقف الصلبة والمواجهات الخالدة.فاليوسفي، عندما تولى الوزارة الأولى في ظرف خاص وتاريخ خاص وزمن خاص كان يردد مع نفسه أنه لكل مرحلة رجالاتها ولكل وضع قرار ولكل مقام مقال، لذلك لم يذهب لتقليب الأوراق ولا للزج بأعدائه في السجون بل اختار اتجاه الإنصاف والمصالحة وبناء المستقبل، ولو أراد مسرحيات تافهة مثل التي نشاهد الآن لملء الدنيا ضجيجا وهو الذي رفع السلاح ضد النظام في وقت سابق.اليوم، عندما خرج الاتحاد في لسان حاله وعلى يومين متتالين للتطبيل والتزمير لأتفه مبادرة قام بها الوزير رباح، أوضح، نزوله إلى الحضيض بغض النظر عن تضمن اللائحة للعديد من الأسماء الاتحادية. فهل كان يدعو للتصويت على العدالة والتنمية في الانتخابات الجماعية والجهوية المقبلة؟، وهل كان يعلن موت الاتحاد بعد موته السريري في الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها؟، أو أن بعض الاتحاديين أعلنوا ولاءهم لبنكيران (وبالمناسبة فنشر اللائحة قرار للعدالة والتنمية وليس لرباح لأنه أكبر منه) طمعا في تحالفات مقبلة في رئاسات الجماعات والجهات؟، لنقف بعد هذا مع مضامين هذه المسرحية غير المسلية في وقت مازالت الحكومة عاجزة عن تقديم قانون المالية، وفي وقت تمارس فيه الحكومة خرقا دستوريا فيما يخص الإنفاق العمومي، وفي وقت مازالت مشكلة العاطلين قائمة ولا حلول لمشكل التشغيل وسنة جفاف لم ينفع معها صباط بنكيران ولا دموعه الجافة، لنقف وقفة بسيطة لنرى أن اللعبة ماكرة.أغلب الرخص المتحدث عنها هي لشركات وأشخاص يشتغلون منذ سنين في مجال النقل، وهناك شخصيات حصلت على رخص في إطار تعويض رجالات المقاومة، وهذا تاريخ لن نعيده لنصيغه على الهوى السلفي، وهناك شركات تعمل في إطار دفتر التحملات، وهناك فئة صغيرة غير مؤثرة في القطاع حصلت على هذه الرخص وما كان ينبغي لها ذلك. فالمندبة كبيرة والميت فأر، فعن أي فتح مبين قال الاتحاد الاشتراكي لرباح براڤو؟.
افتتاحية النهار