لماذا يصر الأمير مولاي هشام العلوي على إقصاء الأمازيغية من تحليلاته، بالرغم من أنها مكون أساسي من مكونات الهوية المغربية، نالت شرف الاعتراف الرسمي في دستور فاتح يوليوز؟
هل لأن مولاي هشام فشل في إرغام الحركات الأمازيغية على ركوب قطاره أم لأن امتداداته في الشرق العربي، من الخليج إلى لبنان، تجعل هذا المكون لا يجري في عروقه؟
لا أحد يملك جوابا مقنعا، بما في ذلك الحركة الأمازيغية التي ذاقت درعا بهذا الإقبار الممنهج، لكنها، هذه المرة، لم تترك المناسبة تمر، ولم تختر أن تسكت، بل اختارت أن ترد على مضامين محاضرة ألقاها في مدرسة HEC – Paris حول الربيع العربي أسقط فيها من حساباته المكون الأمازيغي، وركز خلالها كل جهوده على "العرب" و "العالم العربي"، بل ذهب إلى أن البربر ليسوا هم سكان المغرب الأولين، كما هو مدون في التاريخ، وهو ما ينم عن أسلوب يقوم على التمييز.
ولم يزغ الأمير، في هذه الخرجة، على حد تعبير بلاغ النسيج الأمازيغي بفرنسا من أجل التغيير الديمقراطي، عن رؤيته الشمولية التي لم تستوعب تنوع سكان المغرب، على الخصوص، ولم تستوعب أو لا تريد أن تستوعب التحولات الديمقراطية التي يعيشها المغرب.
وفي تقدير النسيج الجمعوي الأمازيغي فإن من شأن هذا التركيز على البعد العربي وحده أن يتسبب في إحياء النعرات، تماما كما سعت الحماية إلى ذلك من خلال الظهير البربري.
فهل هدف مولاي هشام هو إعادة اختراع ظهير بربري جديد من أجل زرع تقسيم بذور الشعب المغربي؟
لقد أدان البيان هذا الأسلوب الذي يغترف من زاد التفرقة، وهو أسلوب عفا عنه الزمن، ويقوم على إيديولوجية أكل عليها الدهر وشرب، ولا يصب في اتجاه تعزيز دينامية ديمقراطية حقيقة في المجتمع المغربي.
ويبدو أن طول "الغيبة" عن هذه البلاد، تدفع الأمير إلى "النميمة" عل ذلك يسعفه في إيجاد موقع له في الخارج بعد أن عجز عن إيجاد موقع له في الداخل بسبب عروبته المبالغ فيها.
رشيد الأنباري