حسنا فعل الإئتلاف الأمازيغي حين ندد بسلوكات وتصرفات الأمير الأحمر مولاي هشام الذي كال كل الإتهامات التي حبل بها قاموسه اللغوي خلال ندوة نظمها بأحد المعاهد الفرنسية، الأمير الأحمر الذي أعلن حربا بلا هوادة ضد الأمازيغية، وجد من يتصدى له ولو بالوكالة، ويتعلق الأمر بالعميل لدى المخابرات الجزائرية والإسبانية الذي تكلف بنشر بيان الإئتلاف، الذي أعلن فيه التعبئة ضد مولاي هشام وأفكاره المتطرفة التي تعود بالمغرب إلى عهد الإستعمار الفرنسي، لقد شكل بيان الإئتلاف الأمازيغي الذي ندد بموقف الأمير الأحمر من قضية الأمازيغية طفرة نوعية على الأقل لأنه بين حدود فكر الأمير الذي عادة ما يقدم نفسه على أنه باحث في شؤون العالم العربي، فتبين أن كل همه هو ضرب الوحدة المغربية، خاصة اعتباره الأمازيغ مواطنين من الدرجة الثانية، وبأنهم غير أصليين كما كان المعمر يصفهم دائما، ليتضح أن هناك اتجاه ضمني لضرب الحركة الأمازيغية والتقليل من أهميتها. لقد بلغ التطرف بمولاي هشام مداه لدرجة أنه شبه المادة الخامسة من الدستور الجديد بوثيقة الظهير البربري، وهو الأمر الذي اعتبره الإئتلاف عودة إلى الوراء من قبل من ينادي بالقومية والوحدة العربية دون أن يطبقها، قبل أن يقرر الإئتلاف إعلان الحرب على الأمير الأحمر في كل المحافل وتجييش الأمازيغ في كل المغرب ضد أفكاره المتطرفة التي عفا عنها الزمن في مغرب يتطور يوميا. بل هي إعلان صريح عن مواجهة بين الإئتلاف ومولاي هشام، الغريب في الأمر أن من نشر البيان هو الصديق الحميم للأمير الملون علي المرابط وهو ما يشكل منعطفا خطيرا في علاقة الرجلين الذين ارتبطا وجدانيا وعاطفيا قبيل أن تفرق بينهم المصالح ولكل وجهته التي ارتضاها. إن ما وصل إليه الأمير الأحمر من خلاصات لا تمت للواقع بأي صلة، بل إن هناك أكثر من دليل على أن الرجل فقد بوصلة التاريخ والجغرافيا، وبات أشبه بقراصنة في عرض البحر يتحينون الفرصة للإنقضاض، رجل مستعد لنهش جسد المغرب فقط لإرضاء غروره، لأنه في نهاية المطاف تعود على خوض هذه الحروب الصغيرة التي لن تزيد إلا استصغارا في نظر المغاربة الذي لا يفهمون كيف ينتقد مولاي هشام المغرب، وهو يملك فيه الكثير من الخيرات، ويستعبد فيه عمالا ولدتهم أمهاتهم أحرارا. لقد تأكد اليوم أن العلاقات الدولية أبعد ما تكون عن مولاي هشام، وهو مستعد اليوم لتلبيه جميع مطالب غريزته العدائية مهما كانت درجة خستها، لأن المهم في نهاية المطاف هو أن يبين كرهه للمغرب وللمغاربة، وحين ينقلب مولاي هشام على عقبيه، وبهذه الطريقة الغريبة والفجة، فإن ذلك ليس سوى دليل على أنه لا مكان له في مغرب القرن 21.