موحى الأطلسي
نشر الموقع الاجتماعي يوتيوب تسجيلا مرئيا للصحفي أبو بكر الجامعي على هامش ندوة تم تنظيمها ببلجيكا، وصف خلالها الوضعية الاقتصادية بالمغرب بالمعقدة جدا وبكونها كارثية وذلك بسبب سوء الحكامة، زاعما أنه سنة بعد ظهور هذه الحركة أصبح احتمال وقوع فتن على غرار ما حدث في تازة جد كبير اليوم.
وفي هذا الكلام يظهر أبو بكر الجامعي بمظهر المحلل الاقتصادي اعتمادا على مروره البسيط من البنك، وواقع أن الوضعية الاقتصادية صحيح كما وصفها هو معقدة أي معقدة على فهم أمثال هؤلاء الذين أصبحوا يظهرون كخبراء، ناسيا أن المغرب أسس منذ مدة مجلس المنافسة ووضع على رأسه شخصية مستقلة عن الأحزاب والسلطة وذلك قصد القطع مع سوء الحكامة، ولا يفهم ابو بكر الجامعي معنى ضبط المنافسة وهو الذي يتنفس بصعوبة لأنه محكوم بأجندة خارجية.
أما ما قاله عن أحداث تازة لا يمكن إلا فهمه في سياق واحد هو أنه وجه رسالة مشفرة لبعض رموز الفتنة في الداخل لإشعال النار في مدن أخرى.
موهما المستمع إليه على أن الحجية التي تدفع بها حركة 20 فبراير "كون النظام المغربي هو نظام عنيد ومصمم على إبقاء حكامته السلطوية وإن خفف من عبئه بسبب تجند هذه الحركة".
لم نفهم كيف يقوم هذا الرجل بتبرير أفعال إجرامية والدعوة إليها، لأنه لا يوجد عاقل يدعو للفوضى حتى لو اختلف مع النظام لأنها تأتي على الأخضر واليابس، ولا نخال الجامعي إلا أنه غير عاقل وهو الذي فقد توازنه منذ أن كان والده مستشارا لدى مسؤول كبير في الدولة ووعده بأن يحتل الابن منصبا مهما في الدولة وبعد العهد الجديد، عاد بوبكر بخفي حنين فقلب الفيستة وشرع في سب المغرب ليلا نهارا إلى أن حصل على منحة من طرف جهات معادية للمغرب.
وبخصوص وقع حركة 20 فبراير على الشعب المغربي، أبدى أبو بكر الجامعي مخاوف بخصوص سمعة الحركة حيث يتهمها البعض بكونها تبحث عن الضربة القاضية، مضيفا أن المغاربة يفهمون جيدا اليوم أن هذا الشباب، الذي هو القوة المحركة للحركة، يريد حتما الخير للبلاد وكذا تحسين ظروف العيش للمواطنين من خلال الحكامة الجيدة التي تفرض إقرار ملكية برلمانية حقيقية.
فلو كان حقيقة هذا الكلام لكان هؤلاء الشباب انخرطوا في الدينامية السياسية التي عرفها المغرب والتي جاءت مع خطاب التاسع من مارس، والتي توجت بالانتخابات الأخيرة وتعيين الأمين العام للحزب الأول رئيسا للحكومة تنفيذا لبنود الدستور التي لا يمكن خرقها وأثبت جلالة الملك حرصه على التأويل الديمقراطي للدستور. لكن هؤلاء الذين يريدون الخير للبلاد هم الذين أشعلوها في تازة وبني ملال ومدن أخرى وهم الذين ركبت على مطالبهم كل حركات العنف والتطرف من اليساريين والماويين والعدل والإحسان والسلفية الجهادية وغيرها. فهل فعلا يريدون الخير للبلاد.
وبخصوص وضعية الصحافة بالمملكة منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة زعم أبو بكر الجامعي أنه لم يحصل أي تغيير أو تقدم على هذا المستوى وأن ادعاء حزب العدالة والتنمية من كون الدستور الجديد جاء بروح جديدة للحكامة بالمغرب تم تكذيبه بالنظر إلى كون الإعلام العمومي يبقى ستالينيا بخصوص طريقة معالجة الخبر كما هو الشأن بالنسبة لبعض وسائل الإعلام المستقلة. وفي هذا السياق ادعى الجامعي أن نشطاء حركة 20 فبراير يعانون من حصار إعلامي مفروض من قبل وسائل الإعلام العمومية والخاصة.
هذا الرجل يعيش خارج التاريخ وخارج المغرب وهو يحلل بناء على ما يصله من أخبار يبعث له بها بعض المقربين منه، ولو كان يعرف المغرب لعرف أن هناك قانونا تنظيميا لاستغلال وسائل الإعلام العمومي وفق ضوابط ومعايير معروفة، وليس هناك حرمان لنشطاء حركة 20 فبراير التي ليست سوى حركة تأسست في الفايسبوك وحتى لو قررت الدولة منحهم فرصة للحديث لوقعت حرب البسوس بين قادتها النيولوك.
و في تعليقه على انسحاب جماعة العدل والإحسان من حركة 20 فبراير أكد أبو بكر الجامعي انه متردد بالنظر إلى موقف هذه الجماعة ، مضيفا أن الأسباب التي تدعيها هذه الجماعة تبقى غير مقنعة .
فالجامعي لا تهمه جماعة العدل والإحسان بقدر ما يهمه "من يبرد القلب" بخروجه للشارع وإحداث القلاقل وإلا فإنه كان من المطبلين والمزمرين للجماعة منذ أن احس أن الدولة ليست في حاجة إلى صحافة الابتزاز.
وبخصوص الخرجات الإعلامية لمولاي هشام ، اعتبر أبو بكر الجامعي أنها ليست ظرفية ، ذلك لأن هذا الأمير، الذي درس العلوم السياسية لم يكن يجد حرجا كبيرا من أجل رأيه منذ اعتلاء جلالة الملك للعرش ، مؤكدا" أن مولاي هشام هو حر في أن يقول ما يريده ".
وفي هذه الخطأ ليس خطؤه ولكن خطأ مولاي هشام الذي لا يعرف كيف يختار من يدافع عنه لأن الجامعي لا يحسن الدفاع عن نفسه.
ومن جهة أخرى ، وصف هذا الصحفي رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران بكونه كذاب ، مفترضا أن الحكومة ستلقى نفس مصير حكومة التناوب . و في هذا الإطار ادعى أنه مهما كانت إرادة عبد الإله بن كيران و رفاقه في حزب العدالة و التنمية فإنهم سيبقون غير قادرين على إصلاح حكامة البلاد .
تصوروا أن شخصا آخر قال للجامعي أنت كذاب ماذا كان سيفعل؟ سينزل للشارع وقد يخرج جميع أسلحته بما فيها الأسلحة الفردية التي يستعملها المواطنون في عراكاتهم. فبنكيران زعيم حزب يتولى رئاسة الحكومة لنا الحق في انتقاده وتقويم عمله لكن ليس لنا الحق في سبه. غير أنه ماذا يمكن أن تنتظر من صحفي شب على السب والشتم؟ وهو طبعا محلل سطحي جدا.