عاطف قدادرة
حضّت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التونسيين على عدم التخلي عن الأهداف الديموقراطية التي فجّرت ثورات «الربيع العربي» انطلاقاً من بلدهم في كانون الأول (ديسمبر) 2010. ودعتهم إلى مطالبة زعمائهم بالبقاء على طريق الليبرالية والانفتاح، في ظل مخاوف تبديها تيارات علمانية من تصاعد نفوذ الإسلاميين المتشددين.
لكن كلينتون، التي تسلمت في تونس هدية هي «الطربوش المغاربي»، أكدت بعد وصولها إلى الجزائر، محطتها المغاربية الثانية بعد تونس وتنتهي في المغرب، أن بلادها لا ترغب في الوقوف إلى جانب طرف سياس ي ضد آخر. وهي كانت ترد على سؤال عما إذا كانت واشنطن تموّل أحزاباً إسلامية جزائرية، وهي تهمة تروج منذ بعض الوقت في أوساط مختلفة لكنها تبدو متعلقة في حقيقة الأمر ببرامج تمولها الحكومة الأميركية لنشر ثقافة الديموقراطية ويستفيد منها إسلاميون كما يمكن أن يستفيد منها معارضوهم.
وتحدثت كلينتون عن ثلاثة محاور تحدد علاقة بلادها سواء بالجزائر أو تونس أو المغرب، وهي «حكومة توفّر الفرص للشعوب، واقتصاد خاص متفتح، ومجتمع مدني يُساهم في اتخاذ القرار».
واستقبل الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة مع حلول المساء الضيفة الأميركية التي قالت إن زيارتها تهدف إلى «تعزيز التعاون بين الجزائر وواشنطن وتبادل الآراء في شأن الأحداث التي تشهدها المنطقة حالياً».
وعندما سُئلت كلينتون عن «تمويل الولايات المتحدة للأحزاب الإسلامية»، أجابت: «نحن لا نموّل أي حزب سياسي في العالم بل نقترح العمل مع الأحزاب لتبادل الآراء وتقديم الدعم لتنظيم انتخابات من أجل ضمان اقتراع حر وعادل ونزيه».
وأعربت عن استعداد بلادها لتقديم «دعم تقني» في الانتخابات الجزائرية «إذا ما طُلب منا ذلك». وتُجرى الانتخابات التشريعية في الجزائر في 10 أيار (مايو) المقبل وتأمل أحزاب إسلامية بتحقيق نتائج مهمة فيها.
ونظّمت السفارة الأميركية في الجزائر لقاء لكلينتون مع مجموعة من الشباب وصفوا بـ «ممثلين للمجتمع المدني». وهي قالت في خطاب مكتوب: «جئت من تونس واليوم في الجزائر وغداً في المغرب، والرسالة دائماً واحدة». وأضافت: «الشعوب المغاربية موهوبة وتعمل بجد مثلها مثل بقية شعوب العالم، وهم يحتاجون ويستحقون الفرصة لاتخاذ القرار بأنفسهم حول كل ما يخصهم».
وتابعت أن الدول في القرن الـ 21 تقف على ثلاثة أسس: «حكومة مسؤولة تأخذ شعبها بعين الاعتبار وتخلق فرصاً للشعوب، وقطاع اقتصادي خاص ناجح وديناميكي ومتفتح على العالم لخلق فرص شغل، ومجتمع مدني يعمل دون هوادة أو كلل لتحسين ظروفه».