موحى الأطلسي
رغم أن زعيم الشعبوية الصحافية رشيد نيني يوجد داخل السجن، فإن خلفه مصر على أن تبقى الجريدة شعبوية كما كانت ولو بادعاءات خاطئة وكاذبة وكان آخر تلك الابداعات التي تهدف إلى إشاعة البلبلة هو المقال المعنون ب"جنيرالات وأمنيون ووزراء سيادة وسياسيون يترددون على الشيخ حمزة".
من يقرأ المقال يعتقد أن الزاوية البودشيشية مقبلة على أمر خطير وأنها تنظيم سري يخترق مؤسسات الدولة للقيام بعمل خطير لا قدر الله، وأن الزاوية لا تدع مجالا إلا وولجته واستقطبت مسؤولين كبار.
لكن الذي لا يفهمه القائم بأعمال المساء هو أن الزاوية عريقة في الزمن ولا علاقة لها بالتنظيم الحزبي الحديث لا من حيث الاختيارات ولا من حيث طريقة التركيب التنظيمي الذي ينبني على الولاء لشيخ الطريقة باعتباره شيخ سلوك نحو الله وليس شيخ سلوك نحو المناصب السياسية ولا شيخ الطموحات نحو المناصب.
ونسي الشعبوي الجديد الذي جاء في وقت متأخر أن الزاوية ليست حزبا سياسيا وأنها لا تستقطب بقدر ما هي علاقة بين الشيخ والمريد، وأن العلاقة بين الشيخ والمريد ليست علاقة تآمر ولا حسابات ضيقة ولكن هي علاقة سلوك بين شيخ مربي ومريد يسلك نحو الله وفي معارج الرقي الروحي وبالتالي فإن الادعاء باستقواء الزاوية بشخصيات عسكرية وأمنية وسياسية هو محض زعم ضيق.
ولا يعرف الشعبوي المتأخر القائم بالإعمال أن الطريقة البودشيشية لها هيكل تنظيمي ليس من قبيل الهياكل الحزبية والجمعوية فهي تتكون من ثلاث هيئات تابعة لشيخ الطريقة، تتلقى عنه ويعين أفرادها ويوجهها وهي مجلس المقدمين والهيئة العلمية وهيئة التفقد الوطنية، وهي كلها هيئات مرتبطة بالشيخ المربي الذي لا مندوحة عنه في السلوك الصوفي.
فالطريقة طريقة في التدين والسلوك، وكما أن لجميع المغاربة أن يختاروا طريقتهم في التدين والسلوك فإنه يحق لجميع المغاربة بمختلف طوائفهم أن يختاروا الطريق الذي يريحهم وبالتالي فإن الفئات الاجتماعية هي التي تخترق الطرق وتختار الطريق.
أما الشعبوية فلن تفيد في صنع واقع جديد لأن الزاوية ركن من أركان الشأن الديني بالمغرب والمواطنون أحرار في اختيار الطريق إلى الله أما السياسة فموضوعها المواطنة الكاملة بغض النظر عن الالتزام الديني للمواطن أو حتى اختلافه الديني.