وقال أوباما خلال كلمته إن مقترحاته الاقتصادية تستند إلى قناعاته الدينية، مضيفاً أنه على من وصفهم بأنهم "يتمتعون ببركة استثنائية" الاستعداد للتخلي عن بعض مزاياهم الضريبية لأن ذلك هو القرار الصائب "اقتصادياً ودينياً."
وتابع الرئيس الأمريكي بالقول: "بالنسبة لي كمسيحي فالأمر ينسجم مع تعاليم المسيح الذي قال إن الذين حصلوا على الكثير ينتظر منهم تقديم الكثير،" في اقتباس لمقطع من إنجيل لوقا.
وأضاف: "أعرف بأن الكثير من الناس في بلدنا ظلموا وتعرضوا لمعاملة غير عادلة خلال السنوات الماضية، وأنا أثق بتعاليم الله التي تدعو إلى أن نحب الناس كما نحب أنفسنا، وأثق بوجود قواعد مماثلة لهذه القاعدة لدى كل الأديان الأخرى."
ويرغب أوباما في تسويق مشروعه الاقتصادي الرامي إلى إلغاء الإعفاءات الضريبة المقرة لصالح الأغنياء منذ ولاية الرئيس السابق، جورج بوش، وقد سبق له أن قال إن الضرورات الاقتصادية لا تسمح بمواصلة الإعفاءات، غير أنها المرة الأولى التي يتحدث عن مشروعه ببعد ديني.
وقال مصدر مقرب من الإدارة الأمريكية إن أوباما أراد من خلال هذه التصريحات اغتنام الفرصة للتعبير عن معتقداته الدينية الشخصية، وإظهار رغبته بمساعدة الآخرين.
من جانبه، قال ويلسي آلن، أستاذ اللاهوت والمتخصص بالأبحاث الإنجيلية إن الدين المسيحي لم يشر صراحة إلى موضوع الضرائب على الفقراء أو أوجه الإنفاق الواجبة على الأغنياء مضيفا: "إذا قمت بالبحث في الإنجيل فلن تجد الكثير من الأمور المفيدة حول هذا النقاش.
وذهب آلن أبعد من ذلك ليقول إن المقطع الإنجيلي الأكثر استخداماً لدى الحديث عن دفع الضرائب، والذي يقول فيه المسيح لدى سؤاله عن وجوب دفع الضريبة لقيصر روما "ما لقيصر لقيصر وما لله لله،" يتعرض دائماً لسوء الفهم بحيث يفسر على أنه دعوة لدفع الرسوم المالية، بينما في الحقيقة كان المسيح يحاول عبر إجابته تجنب فخ نصبه الذين طرحوا عليه السؤال.
ولفت آلن إلى وجود الكثير من المقاطع في الكتب المقدسة تحض على مساعدة الفقراء والأيتام والأرامل، ولكنه أضاف أن تلك الكتب لا تنص على إتباع سياسات معينة لتحقيق هذه الأهداف.