غادر اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة صباح الاثنين غزة الى مدينة العريش المصرية في طريقه الى قطر للقاء عدد من المسؤولين على رأسهم اميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
وقال طاهر النونو المتحدث باسم حكومة هنية لوكالة الصحافة الفرنسية ان هنية يرافقه عدد من المسؤولين في حكومة حماس توجه الى قطر "بطائرة قطرية خاصة عبر مطار العريش" في مصر.
واضاف ان هنية "سيلتقي الثلاثاء مع امير قطر (الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني) لمناقشة الوضع السياسي والعلاقات المشتركة في ظل دعم قطر المستمر للشعب الفلسطيني وقضيته".
وسيلتقي وهنية خلال هذه الزيارة التي تستمر حتى الجمعة ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والداعية الشيخ يوسف القرضاوي القطري الجنسية والمصري الاصل ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بحسب النونو.
ويرافق هنية في زيارته اضافة الى النونو مستشاره السياسي يوسف رزقة ووزير الاسكان والاشغال العامة في حكومته المقالة يوسف المنسي.
كما يرافقه للمرة الاولى يحيى السنوار وروحي مشتهى وهما ابرز قادة حماس واطلق سراحهما في اطار صفقة التبادل بين حماس واسرائيل العام الماضي.
وسبق وان امرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بسحب كامل طاقمها تقريباً من مقرّها في العاصمة السورية دمشق، بسبب ضغوط فرضتها عليها تركيا وقطر.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول في حماس أفادت أنه انتقل من دمشق إلى غزة، قوله إن 90% من طاقمها سينتشرون في مدن بالمنطقة، ولن يبقى إلا عدد ضئيل في دمشق.
وأشار إلى أن حركة حماس كانت في الأشهر الأخيرة تتخلص من أصولها في سوريا من ضمنها الاستثمارات في مجال الأعمال والعقارات والإيداعات المصرفية.
وأضاف أنه بعد أن فرضت الجامعة العربية عقوبات على سوريا "حثتنا قطر وتركيا على مغادرة دمشق فوراً"، تابع "قالوا، أليس لديكم أي خجل؟ هذا يكفي، يجب أن تغادروا".
وقال المسؤول إن الحركة ستقيم مقرات جديدة في القاهرة وقطر.
وكانت صحيفة (ديلي تليغراف) البريطانية ذكرت أن حماس تدرس إمكانية سحب قيادتها من سوريا، وتقوم بإعادة تقييم تحالفها مع الرئيس بشار الأسد على ضوء الأحداث الجارية في سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن نفوذ إيران على حماس التي تسيطر على قطاع غزة، قد يكون أضعف مما كان يُعتقد سابقاً، وكشفت أن إدارة غزة تعتمد على التمويل الخارجي لتغطية 30% من ميزانيتها السنوية البالغة 650 مليون دولار وأن نسبة صغيرة من هذا المبلغ تأتي من إيران.
غير أن القيادي في حركة حماس صالح العاروري نفى عزم الحركة ترك سوريا .
وسبق وان قال دبلوماسيون ان عشرات من نشطاء حركة حماس عادوا بهدوء من دمشق إلى قطاع غزة مع إقدام الحركة الإسلامية على خفض وجودها في سوريا تحسبا للمستقبل الغامض للرئيس السوري بشار الاسد.
ويتمسك قادة حماس رسميا بنفيهم مغادرة العاصمة السورية حيث يوجد المقر الرئيسي للحركة خارج قطاع غزة.
لكن مصادر دبلوماسية واقليمية قالت ان وجود حماس في دمشق الذي كان يقدر بمئات المسؤولين الفلسطينيين وعائلاتهم قد انخفض إلى بضع عشرات.
وقال مصدر مخابرات اقليمي ان مغادرة ناشطي حماس لسوريا تسارع بعد تعليق الجامعة العربية لعضوية سوريا الشهر الماضي بسبب حملتها الامنية العنيفة ضد المحتجين المطالبين بسقوط الاسد.
وذكر دبلوماسيون ان عشرات من نشطاء حماس وعائلاتهم الذين يعيشون في سوريا منذ التسعينات وآخرين يعيشون في سوريا منذ سنوات قد عادوا إلى غزة عبر مصر في الاسابيع الاخيرة.
وقال مصدر دبلوماسي ان حماس ستواصل وجودا رمزيا في سوريا "لتحجز مكانا في عهد ما بعد الاسد".
واضاف "مسؤولو حماس في الوقت الحالي موجودون اغلب الوقت في الطائرات يدعمون علاقات مع دول اخرى مثل مصر وقطر وتركيا والسودان او يقومون بالاتصالات من اجل العثور على قواعد جديدة بدلا من قاعدة وحيدة".
وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم نشر اسمه "حماس ستنسحب من سوريا في التوقيت الصحيح لكن ليس للأبد".
وعندما سئل عن وجود حماس في دمشق قال سامي ابو زهري المتحدث باسم الجماعة ان شيئا لم يتغير.
وقال ممثل لحماس الجمعة في بيروت ان الجماعة "ما زالت ملتزمة بدعم الاسد".
لكن مصدرا بالمخابرات قال انه على الرغم من ان حماس "تدين بالكثير لسوريا لدعمها فهي لا تريد ان تكون على الجانب الخطأ من الرأي العام العربي".
ورفضت حماس تنظيم مظاهرات في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين تأييدا لحكومة الاسد وهو ما اثار غضب دمشق.
وتصاعد التوتر مع سوريا بعد ذلك اكثر عندما اختارت حماس عدم التوقيع على بيان وقعته تسع جماعات فلسطينية اخرى من بينها منظمة التحرير الفلسطينية التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس تأييدا للرئيس السوري.
وفازت حماس التي تعتبرها اسرائيل وعدد من القوى الغربية منظمة ارهابية عام 2006 بالانتخابات الفلسطينية وبعد عام واحد سيطرت بشكل كامل على قطاع غزة بعد حرب قصيرة مع منافستها حركة فتح.