الإقتصاد المغربي أحد محركات النمو بإفريقيا وضمن الإقتصاديات المتنوعة الأكثر تقدما بالقارة السمراء“. هكذا صنف المغرب في نتائج دراسة حديثة أجراها مكتب ماكينزي تحت عنوان: “يقظة الأسود: تقدم وقدرات الإقتصاديات الإفريقية”.
فإلى جانب بلدان أخرى كجنوب إفريقيا ومصر وتونس، تمكن المغرب على امتداد السنوات العشر الأخيرة من خلق قطب صناعي وخدماتي قوي، ونجح في تطوير قطاعات بنكية واتصالاتية وتجارة ذات قدرة على خلق النمو بعدما أضحت تمثل أزيد من ثلثي قيمة الناتج الداخلي للمملكة .
“اقتصاد المغرب سجل نموا اعتبر الأكثر استقرارا بإفريقيا، وهو ما وفر له شروط الإستفادة من أواصر علاقة اقتصادية متينة بالإقتصاد العالمي” يشير مكتب “ماكينزي” في نتائج دراسته المرتبطة بالفترة الممتدة من عام 2000 إلي سنة 2008 .
واقع انعكست إيجابياته على نفقات الاستهلاك الأسري داخل بلدان المغرب وجنوب إفريقيا ومصر وتونس، وهو ما عكسته الدراسة من خلال الأرقام التي تؤشر على وجود تحسن في القيمة السنوية لنفقات هذا الإستهلاك بنسبة تتراوح بين 3 و 5 في المئة.
وإذا ما قورنت تكلفة اليد العاملة داخل هذه الإقتصاديات المتنوعة ببلدان أخرى كالهند والبرازيل، فإنها تبقى مرتفعة، تشير الدراسة الماكينزية، التي أوصت في خلاصتها بضرورة بحث هذه الدول الإفريقية عن التطور الإقتصادي في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية، مع العمل على رفع التحديات المرتبطة برفع الصادرات وتحسين التعليم القادر على توفير الموارد البشرية المؤهلة والمتخصصة بالقطاعات التي تعتمد على التكنولوجيات المتطورة، وأيضا تأهيل البنيات التحتية المصاحبة لخلق النمو الإقتصادي.
دراسة ماكينزي، ذكرت بإشكالية ضعف الناتج الداخلي الخام بالقارة السمراء، حيث لم تتجاوز قيمته الإجمالية بإفريقيا .خلال عام 2008، حدود 1600 مليار درهم، وهو ما يعادل مستواه المسجل فقط بدولة البرازيل أو روسيا
بلغة الأرقام دائما، أشارت الدراسة إلى أن مجموع نفقات الإستهلاك بالبلدان الإفريقية بلغت خلال الفترة ذاتها، 860 ملياردرهم، فيما ناهز عدد المنخرطين الجدد بالهاتف المتحرك مستوى 316 مليون منخرط، فيما لازالت 60 في المئة من الأراضي الصالحة للزراعة بإفريقيا، غير محروثة، في الوقت الذي يصل فيه عدد المدن الإفريقية التي تزيد ساكنتها عن مليون نسمة إلي 52 مدينة