تُسجل في كل مطارات العالم، سواء في مطار محمد الخامس أو مطار فرانكفورت، يوميا، حالات لتأخر وصول الحقائب، وهو أمر عادي جدا، وفي أغلب الحالات يضطر المسافر إلى العودة إلى المطار بعد يوم أو يومين أو أسبوع من أجل تسلّم حقيبة.
غير أن ما ادعى "بلبل" العدل والإحسان، كما يلقبه عبدالسلام ياسين، الشيخ الحالم، وقوعه له، مؤخرا، بمطار محمد الخامس، يفوق كل هذا، وتفوح منه رائحة الكذب، ولا يمكن أن يصدقه عاقل...
فبعد أن غادر المطار حاملا معه أمتعته، بعد عودته من الجزائر، التي لا أحد يعرف السر الذي جعله ينتقل إليها، ويقيم بها بضعة أيام، هل هو الطرب أم شيء آخر؟ ...
بعد كل هذا، عاد إلى نفس المكان، وزعم أن مبلغا ماليا قد سُرق من إحدى حقائبه، وهو ما يدفع إلى التساؤل، لماذا لم يصرح بهذا المبلغ أثناء مغادرته الجزائر، وأثناء وصوله المغرب، وفق ما هو معمول به في المطارات والموانئ والمعابر البرية؟ وكما يفعل كل إنسان يحترم نفسه، ويحترم القوانين الجاري بها العمل؟وهل "البلبل" توجه إلى الجزائر من أجل الغناء أم من أجل جلب الأموال في الخفاء؟ ولماذا وضع هذا المبلغ في حقيبة وبين طيات الأمتعة، ولم يحمله في جيب معطفه؟ و لماذا لم يبادر إلى تقديم بلاغ في الموضوع لدى الجهات المختصة، واكتفى بإطلاق اتهام، في هذا الإطار، تم الترويج له على نطاق واسع؟
الجهاز المتهم في هذه الحالة، كما اعتادت على ذلك جماعة العدل والإحسان، هو الأجهزة الأمنية بكل تلويناتها. وهو ما يدفع إلى طرح سؤال حول كل هذا الارتباك الحاصل في تصريحات "الغلام".
ويفضح ما حدث ما أصبحت تعيشه الجماعة، بعد أن نفض الجميع يده منها، ومن "قومتها"، ولم يعد لديها ما تسوقه إلى الرأي العام غير الفضائح التي تطارد قيادييها، في كل المدن، وتعري الوجه الآخر، لجماعة تعمل بمنطق "بالنهار مولانا مولانا وبالليل بطاطا بطاطا"...
أما "الغلام" فلا ينبغي أخذ كلامه على محمل الجد كما عودنا على ذلك الغلمان في كل زمان ومكان...