يحكى أن راعي أغنام فوجئ بسيارة فخمة وجديدة تقف قريبا من قطيعه، ويخرج منها شاب حسن الهندام حليق الرأس مع نظارات سوداء وبذلة مهيبة ،ويقول له: - ايها الراعي ..إذا قلت لك كم عدد البهائم التي ترعاها دون أن اعدها هل تعطيني واحدة منها ؟
أعجب الراعي بكلام الشاب ، لم يصدقه تماما ، لكنه وافق على شرطه، ربما على سبيل الفضول.
أخرج الشاب المتأنق كمبيوترا صغيرا وأوصله بهاتفه النقال ودخل الإنترنت، وانتقل إلى موقع وكالة الفضاء الأمريكية، حيث حصل على خدمة تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية ( جي.بي.إس))،
ثم فتح بنك المعلومات وجدولا في (إكسل) وخلال دقائق معدودة، كان الشاب قد حصل على تقرير مفصل كامل الأوصاف من 150 صفحة، وعدة ملاحق وخراشق مرفقة .
وبعد قراءة التقرير بدقة وإجراء بعض الحسابات، التفت الشاب المتأنق نحو الراعي وقال له: لديك 1647 رأسا من البهائم، وكان ذلك صحيحا!!
فقال له الراعي:- صدقت ..وأنا عند شرطي .... تفضل باختيار الخروف الذي يعجبك!!
فنزل الشاب من سيارته وحام بين القطيع ثم حشر الحيوان الذي وقع عليه اختياره في الصندوق الخلفي للسيارة...وأدار محركها لينطلق.
عندئذ اقترب منه الراعي وقال له: - لو استطعت أن أعرف طبيعة ونوع عملك هل تعيد إلي ما أخذته مني؟
وافق الشاب،
فقال له الراعي: أنت مستشار!!
فدهش الشاب وقال: هذا صحيح ولكن كيف عرفت ذلك؟
فقال له الراعي: بسيطة:
أولاً، لقد أتيت إلى هنا دون أن يطلب منك أحد ذلك.
وثانياً، لقد تدخلت في عملي وأنت لا تعرف شيئا عنه.
وثالثاً، لقد سعيت ايها الشاب لنيل مكافأة عن عملك في الإجابة عن سؤال بسيط وغير ضروري أنت طرحته ولم تكن تعرف الإجابة عنه، بينما أنا كنت أعرف إجابته سلفاً.
وهذه أسس صفات المستشارين في كل مكان وزمان .....
على كل حال، أرجو أن تخرج كلبي من صندوق سيارتك الواسع فهو ليس خروفا، كما اعتقدت!!
صدق الراعي، وخاب المستشار.