قالت دراسة فريدة من نوعها تناولت السلوك الاقتصادي للرجال بحضور الجنس الآخر، إن الذكور يميلون إلى الإنفاق بمعدلات عالية في المجتمعات التي تندر فيها النساء، وذلك بهدف الظهور وعرض القدرات أمامهن لجذبهن عبر الهدايا والتقديمات والمبادرات المترفة.
وأشارت الدارسة إلى أن ندرة النساء في مجتمع ما تضر بشكل مباشر بقدرة الرجال على الادخار، إذ أنها تدفعهم إلى البحث عن أموال إضافية لإنفاقها في استعراضات تشبه ما تقوم به ذكور الطواويس التي تتنافس في عرض ريشها لجذب الإناث.
ولفت القائمون على الدراسة إلى أن هذه النتائج ظهرت بعد إجراء مسح لأساليب الإنفاق في مدينتي كولومبوس وماكون، بولاية جورجيا.
ففي مدينة كولومبوس، يتواجد 1.18 رجل مقابل كل امرأة، وتنعكس هذه الندرة في العنصر النسائي على معدلات الإنفاق التي تزيد بقرابة 3.5 دولارات يومياً عن مدينة ماكون التي يتواجد فيها 0.78 رجلاً مقابل كل امرأة، أي أن النساء فيها أكثير بشكل واضح من الرجال.
وقال فلاداس غريسكيفيتش، الاستاذ المساعد في جامعة مينيسوتا، إن لهذه الظاهرة تأثير واضح على معدلات الإنفاق، مضيفاً: "الأمر مبرر من وجهة نظر اقتصادية، لأنه عندما تكون الموارد محدودة فإن ثمنها يرتفع، ولكن الأمور تسير بصورة عفوية ولا يدرك الرجال أنهم ينفقون بهذه الطريقة."
وأضاف غريسكيفيتش، في دراسته التي نشرتها دورية "الشخصية وعلم النفس الاجتماعي" أن الإنفاق لدى الرجال بحالة ندرة النساء لا يتركز على الجنس اللطيف فحسب، بل يشمل مشتريات أخرى تدل على الفخامة والرفاهية، مثل الملابس والسيارات.
كما أشار إلى أن نتائج دراسته، رغم أنها ترتكز على مدينتين في ولاية جورجيا، إلا أنها تشرح ظواهر في 130 مدينة أخرى، مثل لاس فيغاس، التي تنخفض فيها نسبة النساء مقارنة بالرجال، وترتفع فيها بشكل واضح نسبة الائتمان والقروض.